الكثيرون هذه الأيام يدعون أن الرجيم منخفض الكربوهيدرات هو أكثر فاعلية وسط الكثير من أنواع الرجيم الأخرى، ولكن قد تبين أن الكثير من الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تكون أقل فعالية وغير صحية.
سلبيات الرجيم منخفض الكربوهيدرات :
من المعروف أن الكربوهيدرات هي التي ترفع نسبة السكر في الدم، وإذا قمت بمقاطعة الخبز والمعكرونة والأرز والحبوب ستجد أن الكربوهيدرات في طريقها نحو الإنخفاض وهذا شيء يعتبر ليس جيدًا لأنه على المدى الطويل الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ببساطة ليست جيدة بالنسبة لك، وعندما أصبحت الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات شائعة أندهش الكثيرون من مدى فعالية هذه الوجبات حيث أنه حدث فقدان الوزن بسرعة كبيرة بالإضافة إلى فوائد صحية بما في ذلك انخفاض الكوليسترول في الدم وضغط الدم والدهون الثلاثية وهذه الدهون هي المرتبطة بالنوبات القلبية.
ولكن أتضح أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات كانت أقل فعالية، وأقل صحة مما ادعى الكثيرون وفي كثير من الأحيان يعود الوزن وتعود العديد من المشاكل مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم، والآن دعونا نلقي نظرة على ما يمكن أن يحدث إذا اتبعت رجيم منخفض الكربوهيدرات.
سوف تشعر بالرعب :
عندما ينخفض استهلاك الكربوهيدرات إلى أقل من 100 جرام، يستجيب الجسم عادةً بحرق الأنسجة العضلية للجليكوجين (الجلوكوز المخزن) الذي يحتوي عليه وعندما يبدأ مخزون الجليكوجين في النفاد، يلجأ الجسم إلى حرق الدهون في الجسم ولكن هذه طريقة غير فعالة للغاية ومعقدة لإنتاج نسبة السكر في الدم ويحاول الجسم القيام بذلك فقط عندما يتعين عليه ذلك تمامًا مثل عندما يتضور جوعًا، ويمكن أن يجعلك متعبًا ولديك صداع، ومع عدم وجود الكربوهيدرات في نظامك، فقد تواجه مشكلة في التركيز أيضًا، فيحتاج مخ الإنسان إلى ما يعادل 130 جرامًا من الكربوهيدرات يوميًا حتى يعمل على النحو الأمثل.
صحتك سوف تعاني كثيرًا :
إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وكان لديك مقاومة للأنسولين وخاصة إذا كنت تعاني من مرض السكري فإن التخلص من الكربوهيدرات يمكن أن يكون له فوائد صحية فورية وسوف تنخفض مستويات السكر في الدم والأنسولين وقد تنخفض نسبة الدهون الثلاثية وضغط الدم لديك وقد ترتفع مستويات الكوليسترول الحميد "الجيد"، ولكن اتباع رجيم منخفض الكربوهيدرات سيحدث بعض الخراب، حيث سيحطم جسمك كتلة الجسم الهزيلة والعضلات للحصول على الطاقة، ويتباطأ الأيض لأن أنسجة العضلات تحرق الكثير من السعرات الحرارية.
وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تجعل الوزن يعود غالبًا بعد التخلص من الكربوهيدرات لفترة من الوقت، ومن المفارقات أن الرجيم منخفض الكربوهيدرات قد يتداخل مع حساسية الأنسولين وقد تكون هناك حاجة إلى كمية معينة من الكربوهيدرات في نظامك الغذائي حتى يعمل البنكرياس، الذي ينتج الأنسولين الذي يراقب نسبة السكر في الدم بشكل جيد.
سوف تفوت الكثير من القيم الغذائية :
ليس فقط أنك ستشعر بالحرمان لأنك اضطرت للتخلي عن الخبز والفواكه وغيرها من الكربوهيدرات ولكن سيُحرم جسمك أيضًا من الأطعمة والمواد الغذائية الضرورية لصحة جيدة، بما في ذلك ما يلي :
- الحبوب الكاملة والتي تحمي من متلازمة التمثيل الغذائي والسكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
- الفواكه والخضروات والتي تساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان، وتمتلئ معظم الفواكه والخضروات بعدد قليل من السعرات الحرارية، حتى يتمكنوا من مساعدتك في خفض السعرات الحرارية دون حرمان.
- الفاصوليا وهي غنية بالبروتين والكربوهيدرات المعقدة وفيتامينات ب، ولا تحتوي الفاصوليا على الدهون المشبعة والكثير من الألياف القابلة للذوبان وتحتوي أيضًا على مواد كيميائية نباتية تحمي من أمراض القلب والسرطان.
- الأطعمة قليلة الدسم فيمكنك تناول الزبدة والقشدة في نظام غذائي مقيد بالكربوهيدرات، لكنك لن تحصل على الكثير من الكالسيوم أو البروتين منها وتعتبر إصدارات اللبن واللبن الخالي من الدهون قليلة الدسم مصادر ممتازة لتلك العناصر الغذائية.
- الألياف تساعد في الحصول على الألياف وتعمل على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والفاصوليا والعديد من الفواكه والخضروات غنية بالألياف القابلة للذوبان بشكل خاص تساعد على خفض نسبة السكر في الدم، والحد من الجوع، وتخفض الكوليسترول الضار.
سوف تأكل الكثير من الدهون السيئة :
أصبح نظام الكربوهيدرات المنخفض الغذائي شائعًا إلى حد كبير لأنه سمح للأشخاص بتناول الأطعمة المحظورة في معظم الأنظمة الغذائية الأخرى، مثل البرغر بالجبن، وفي الآونة الأخيرة، تم مراجعة النظام الغذائي ليشمل مصادر الدهون الصحية، مثل الأسماك وزيت الزيتون، وغيرها من الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد ابتعدت عن الدهون المشبعة كذلك ولكن في الممارسة العملية بمجرد التوقف عن تناول الخبز والفواكه والفاصوليا، من السهل جدًا تناول الكثير من الأطعمة الحيوانية الدهنية، والأكثر من ذلك، أن الدهون المشبعة تضعف بشكل مباشر قدرة الجسم على التفاعل مع الأنسولين، لذا فإن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة قد يساعدك على إنقاص وزنك على المدى القصير، ولكنه قد يسرع أيضًا في تطوير مقاومة الأنسولين، وفي النهاية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى متلازمة التمثيل الغذائي والسكري وأمراض القلب.
الوزن سوف يعود مرة أخرى :
هناك دراستان رئيسيتان حول أنظمة الرجيم منخفضة الكربوهيدرات، وكانت على الرجال والنساء الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين تمسكوا إما رجيم منخفض الكربوهيدرات أو غني بالدهون أو رجيم منخفض الكربوهيدرات وكلا الحميتين كانت منخفضة السعرات الحرارية وفي إحدى الدراستين بدا أن الرجيم منخفض الكربوهيدرات يفشل وأن الوزن يعود من جديد.
يستحسن أن تأخذ الخير وتترك السوء :
قد تكون الفائدة الرئيسية في الرجيم منخفض الكربوهيدرات بسبب البروتين الزائد ويمكنك إضافة البروتين إلى نظامك الغذائي حتى لو لم تقطع الكربوهيدرات بشكل كبير والأطعمة الغنية بالبروتين يمكن أن تساعد حقا في السيطرة على الوزن وقد يكون أحد الأسباب هو أن البروتين يحفز الجسم على حرق السعرات الحرارية أكثر قليلاً من الكربوهيدرات أو الدهون والسبب الرئيسي هو أن الأطعمة البروتينية تحد من الجوع بشكل أفضل وعندما يأكل الناس الأطعمة الغنية بالبروتين، فإنهم يشعرون بالشبع لفترة أطول، وعندما يتناولون طعامًا، يستهلكون سعرات حرارية أقل ويفقدون وزنًا أكبر عند تناول الكثير من البروتين ولكن لكل نظام مميزات وعيوب بالطبع لذا يجب أن تأخذ من كل نظام الجيد منه وترك السيء.
الاعتدال بين نسبة البروتين والكربوهيدرات :
نحن نأكل الكثير من الكربوهيدرات، ونستهلك الكثير من السعرات الحرارية أكثر من المعتاد، ومعظم هذه السعرات الحرارية تأتي من الكربوهيدرات الزائدة وبالتالي من المنطقي خفض بعض الكربوهيدرات حيث أن الكربوهيدرات الزائدة تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويوفر نهج الاعتدال فوائد بشكل كبير وستحصل على مزايا السكر في الدم، بما في ذلك انخفاض مستويات الأنسولين، فمن خلال تناول الكثير من البروتين ستشعر بالرضا وأنك أقل جوعًا ولكن لن يكون هناك فرصة لاختيار الدهون الجيدة من الدهون السيئة، ففي عملية الاعتدال ستمنع الكوليسترول المنخفض الكثافة من الارتفاع وستعمل على حماية قلبك في هذه العملية وستكتشف أيضًا طريقة لتناول الطعام يمكنك الإستمتاع بها بدون حدوث أي مشاكل أو ملل من النظام الغذائي الصارم.