تظهر الأبحاث أنه من الأفضل غرس حب الكتب والقراءة منذ الولادة لدى الطفل، والقراءة للطفل في هذا السن المبكر تساعد على تطوير العلاقة بين الوالدين والطفل مع تشجيع أيضا وجود علاقة إيجابية بين الأطفال والكتب، ومن المرجح أن يتعلم الأطفال الذين يكبرون في أسر تتبنى وتشجع القراءة خلال السنوات الأولى القراءة في الموعد المحدد والإستمتاع بالقراءة، ولا تعد القراءة بصوت عالٍ للأطفال الصغار واحدة من أفضل الأنشطة لتحفيز اللغة والمهارات المعرفية فقط، بل إنها تبني أيضًا الدافع والفضول والذاكرة.
وصدق أو لا تصدق أنه بحلول الوقت الذي يصل فيه الأطفال إلى عيد ميلادهم الأول، سيتعلمون جميع الأصوات اللازمة للتحدث بلغتهم الأم، وكلما زاد عدد القصص التي تقرأها بصوت عالٍ، زاد عدد الكلمات التي سيتعرض لها طفلك، وسيكون بإمكانه التحدث بها.
فتساعد سماع الكلمات في بناء شبكة غنية من الكلمات في دماغ الطفل، والأطفال الذين يتحدث آباؤهم ويقرأون لهم كثيرًا يعرفون المزيد من الكلمات في عمر سنتين مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لأي قراءة، وعندما تقرأ، يسمعك طفلك باستخدام العديد من المشاعر والأصوات التعبيرية المختلفة، مما يعزز التنمية الإجتماعية والعاطفية، وتدعوك القراءة أيضًا طفلك إلى النظر في الأسئلة والإشارة إليها واللمس والإجابة عليها، وكل ذلك يعزز مهارات التنمية الإجتماعية والتفكير كما يحسن طفلك المهارات اللغوية من خلال تقليد الأصوات والتعرف على الصور وتعلم الكلمات.
لقد حان وقت الترابط :
تقول العديد من الدراسات أن "وصول كتاب إلى مولودك الجديد هو نشاط فردي يمكن أن يتحول حقًا إلى وقت خاص مع طفلك"، فالقراءة تعرف الطفل على صوتك مما يجعله مهدئ له في كثير من الأحيان، وفي الواقع، وجدت دراسة حديثة في مجلة طب الأطفال التنموية والسلوكية أن القراءة للأطفال الرضع يمكن أن تساعد الوالدين على تنمية نفس مشاعر الحميمية التي ينموها آباء الأطفال حديثي الولادة في الأيام والأسابيع التي تلي ولادة الطفل.
وعلى الرغم من أن المولود الجديد لا يفهم ما تقوله، إلا أنه لايزال بإمكانه البدء في معرفة إيقاع صوتك ونغماته وانحرافاته، وتشير الأبحاث إلى أنه كلما زاد عدد الكلمات التي يتعرض لها الطفل، كلما كان مستعدًا بشكل أفضل لبدء القراءة بمفرده في النهاية.
القراءة تعزز قوة الدماغ :
أظهرت الدراسات أيضًا أن الأطفال الذين تم القراءة لهم كمواليد جدد لديهم مفردات أكبر، فضلاً عن مهارات رياضية أكثر تقدمًا من الأطفال الآخرين في عمرهم، فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2019 في مجلة طب الأطفال التنموية والسلوكية، أن الأطفال الذين يتم القراءة لهم كل يوم يتعرضون لحوالي 78000 كلمة كل عام على مدى خمس سنوات، وتضيف إلى الطفل ما يصل إلى 1.4 مليون كلمة يتم سماعها خلال وقت القصة.
وهناك أيضًا صلة مباشرة بين عدد الكلمات التي يسمعها الطفل كل يوم ومهاراته اللغوية، ووجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين تحدث آباؤهم إليهم سجلوا درجات أعلى في الاختبارات القياسية عندما وصلوا إلى سن 3 سنوات مقارنة بالأطفال الذين لم يكن آباؤهم لفظين معهم.
القراءة تجعل الطفل يحصل على إستجابة أسرع :
تقول الدكتورة ويبل إنه بعد القراءة لحديثي الولادة لفترة قصيرة، ستلاحظ في الواقع أن طفلك الصغير يستجيب للحركة الإيقاعية بصوتك بذراعيه وساقيه ويقول أيضا "إن القراءة تعمل على مساعدة الأطفال على رؤية وسماع ما يحيط بهم، والإستجابة العينية أيضا".
القراءة تنمي العاطفة :
يتعرض طفلك لمشاعر من خلال الأصوات المختلفة التي تستخدمها عند القراءة، سواء كنت تفعل صوتًا لشخصية محددة أو تصف ما يجري في الكتاب، ولا يمكنك ببساطة سماع هذا النوع من العاطفة في الموسيقى أو من خلال مشاهدة التلفزيون، فالكلمة المنطوقة تنقل فكرة أن الكلمات لها معنى وأن بعض الأصوات تعني أشياء معينة.
القراءة تعرض الصور للطفل حديثي الولادة :
الطفل من 0 إلى 3 أشهر، سيبدأ في تركيز عينيه على أنماط بسيطة على الصفحات، وتقدم قراءة الكتب المصورة لمولودك الجديد مجموعة متنوعة من الأشكال والرسائل والألوان التي سيبدأ في التعرف عليها مع مرور الأشهر.
القراءة تبين للأطفال أن القراءة ممتعة :
إن جعله جزءًا من روتينك الأسري المنتظم سيعلم طفلك أن القراءة شيء يجب الإستمتاع به، وليس واجباً يجب القيام به للمدرسة، وهذا الموقف سيعزز حب القراءة التي ستأخذها إلى المدرسة وحتى سن البلوغ.
وأخيرا يجب أن تعلم ان القراءة بصوت عالي تفعل ما يلي :
* القراءة بصوت عال تمهد الطريق للاستعداد للمدرسة ويمكن أن تعزز القراءة والكتابة الناشئة وتطوير اللغة وتساعد الأطفال على التعرف على الكتب وأن يعتادوا على الإستماع والتركيز، كما ستمنحهم وعيًا مبكرًا بفن القراءة.
* القراءة بصوت عالٍ تحفز المهارات اللغوية ومهارات التفكير المعرفي وتعزز الذاكرة، وهذا كل شيء أثناء إشراك الطفل وتشجيع الفضول والإستكشاف الإبداعي للعالم من حوله، وعند القيام بدراسة علي أطفال تبلغ أعمارهم 15 عامًا في جميع أنحاء العالم، كان العامل الأكبر الذي يؤثر على درجات أعلى لهم هو ما إذا كان قد تمت القراءة أو عدم القراءة للطفل على أساس منتظم عندما كان صغيراً.
* قراءة الكتب بصوت عالٍ يمكن أن تساعد أيضًا في بناء مفردات الطفل، فالأطفال الذين يكبرون في المنازل حيث تتم القراءة لهم والتحدث معهم بانتظام سيكون لديهم مفردات أكبر بكثير وتوفر القراءة بصوت عالٍ أيضًا للأطفال كلمات المفردات التي سيستخدمونها طوال الحياة، وتظهر الأبحاث أن كتب الأطفال المتوسطة تحتوي على كلمات فريدة بنسبة 50 % أكثر من أي برنامج تلفزيوني أو محادثة نموذجية بين شخصين بالغين متعلمين وبينما قد لا يفهم الأطفال مفاهيم الكتب وخطوط القصة، ولكن سماع صوتك يبعث على الارتياح.
النصائح الإضافية للقراءة بصوت عالي للطفل حديثي الولادة :
* الحضن أثناء القراءة يساعد طفلك على الشعور بالأمان والدفء والتواصل معك.
* اقرأ بتعبير ويجب أن يكون صوتك أعلى أو أقل حيثما كان ذلك مناسبًا أو قم باستخدام أصوات مختلفة لشخصيات مختلفة.
* لا تقلق بشأن إتباع النص بالضبط وتوقف مرة واحدة من حين إلى حين وقم بطرح أسئلة أو قم بالتعليق على الصور أو النص وقد لا يكون طفلك قادرًا على الإستجابة بعد ، لكن هذا يضع الأساس للقيام بذلك لاحقًا.
* قم بغناء أغاني الأطفال أو تصنع أصوات حيوانات مضحكة أو قم بأي شيء يظهر أن القراءة ممتعة.
* يحب الأطفال التكرار ويتعلمون منه، لذا لا تخف من قراءة الكتب نفسها مرارًا وتكرارًا، وعندما تفعل ذلك، كرر التأكيد نفسه في كل مرة كما تفعل مع أغنية مألوفة.
* مع تقدم طفلك في السن، شجعه على لمس الكتاب أو حمله، ولا تقوم بتشجيع مضغ الطفل للكتب، ولكن عن طريق وضعها في فمه، يتعلم طفلك الكثير عنها، ويكتشف كيف هي مذاقها ويكتشف أنها غير صالحة للأكل.