في حين تتكاثر معظم الثعابين عن طريق وضع البيض، تطورت استراتيجيات الثعابين الحامل في أكثر من 30 نوع مختلف من الثعابين، ومن النظرة الأولى، يبدو أن الولادة الحية للثعابين تختلف بشكل كبير عن وضع البيض، ومع ذلك، في عالم الثعابين، هناك عمليات متشابهة إلى حد كبير من إنتاج الصغار، وتنتج بعض الثعابين الحامل صغارا تتكون من 12 صغيرا من الثعابين، بينما ينتج البعض الآخر من الثعابين عدد قليل فقط من النسل المتطور نسبيا.
التكاثر لدى الثعابين :
كان أسلاف الثعابين منذ القدم عبارة عن حيوانات بيوضة أي أنها من الحيوانات التي تضع البيض، وهي حيوانات تضع بيضها في منتصف الطريق خلال فترة نموها، وتطورت بعض الثعابين لتخرج صغار على قيد الحياة، وفي حالة ولادة الثعابين أحياء، يستمد الصغار في المقام الأول التغذية من صفار البيض، وليس مباشرة من أمهاتها، ووفقا لذلك، يصنف العلماء هذه الثعابين على أنها ثعبين بيوضة ولودة، وهي على عكس تلك الحيوانات التي هي حقا ولودة، وأنواع الثعابين التي تحمل صغارها تحتضنهم في الأغشية الشفافة بدلا من البيض المتكلس، وتحتفظ بها داخل أجسامها حتى تصبح جاهزة للفقس، وفي ذلك الوقت تلد الأنثى الصغار.
العوامل التي تؤثر على طريقة إنتاج صغار الثعابين :
يزداد عدد الأنواع من الثعابين البيوضة الولودة مع المسافة من خط الاستواء والإرتفاع فوق مستوى سطح البحر، ويفترض علماء الزواحف أن هذا يحدث لأن إناث الثعابين تحمل صغارها معها أثناء سفرها ويمكنها أن تستلقي في الشمس لرفع درجة حرارة أجسادهن ونمو صغارهن، وعلى العكس من ذلك، فإن الأنواع البيوضة من الثعابين تضع بيضها على الأرض، حيث أن درجات الحرارة الباردة من الموائل الطبيعية الجبلية وخطوط العرض الشمالية تمنع التطور السليم لدى الثعابين.
متوسط حجم القابضة من الثعابين :
العالم هاري غرين في كتابه "الثعابين والتطور الغامض في الطبيعة" يقارن بين صغار الثعابين التي تنتج من الثعابين البيوضة أو البيوضة الولودة، ووفقا للعالم هاري، الثعابين التي تضع قابضة من البيض التي في المتوسط حوالي 20 % أكبر حجما من القابضة التي تنتجها الثعابين البيوضة الولودة، ومع ذلك، تميل الثعابين المولودة حية إلى أن تكون أصغر قليلا من تلك التي تفقس من البيض، مما يؤدي إلى إنتاج صغارا التي تحتوي عادة على أفرادا أكثر عددا من قوابض البيض التي تنتجا الثعابين البيوضة في المتوسط حوالي 11 صغيرا في حين أن القابضة في المتوسط تحتوي على سبعة بيضات.
عدد صغار الثعابين :
تنتج معظم الثعابين الحامل أعدادا معتدلة من الصغار، ويتراوح عددهم بين 10 و 30 ثعبان صغير، ومع ذلك، فإن بعض الأنواع تنتج عدد كبير جدا من الصغار، وأحيانًا تنتج الثعابين المائية دياموند باك أكثر من 40 صغيرا، والأنواع الأخرى هي أكثر غزارة، وثعابين المياه الشمالية وثعابين النمور تنتج أحيانا صغارا يصل عددها على أكثر من 100 فردا صغيرا، وينتمي سجل أكبر عدد من صغار الثعابين موثق إلى الأفعى النفاثة التي أنتجت حوالي 156 صغيرا.
ما هي العوامل المؤثرة على عدد مواليد الثعابين ؟
وجود الحيوانات المفترسة أو غيابها عامل مهم يؤثر على حجم السلالة وصغار الثعابين، وبشكل عام، عند مقارنة الثعابين وثيقة الصلة، فإن تلك التي تحتوي على عدد أقل من الحيوانات المفترسة الطبيعية غالبا ما تنتج عدد من النسل أقل، وأكبر حجما من الصغار التي تنتج من تلك الموجودة في البيئات الغنية بالمفترسات، وعلى سبيل المثال، تعيش أفعى البوا العاصرة الشائعة جنبا إلى جنب مع العديد من الحيوانات المفترسة في أمريكا الجنوبية، وتنتج صغارا ما بين (20-60) صغيرا جدا في الحجم، وعلى النقيض من ذلك، فإن بوا مدغشقر الأرضية التي يجب أن تتجنب عددا قليلًا من الحيوانات المفترسة تنتج صغارا تتكون من ستة أفراد كبيرة في الحجم جدا.
