من نواح كثيرة يبدو النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط وكأنه نظام غذائي رائع، حيث يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على عظامك والوظائف المعرفية وصحة القلب والأوعية الدموية، حتى أنه قد يبطئ الشيخوخة، ومن بين نتائج علمية واعدة أخرى، الآن وجدت الأدلة الناشئة أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يفيد أيضا الجهاز التنفسي.
في الواقع وجدت دراسة جديدة أن الإلتزام بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة، كما انه يوجد دراسة قد نشرت حيث أجرى الباحثون تحليلا تلويا (تحليل إحصائي يقارن نتائج الدراسات الحالية حول هذا الموضوع) لتسع مقالات سابقة مجتمعة، وأظهرت هذه المقالات التي قارنت التزام المشاركين بالنظام الغذائي بخطر الإصابة بالمرض أنه كلما اقترب الناس من الإلتزام بمبادئ حمية البحر الأبيض المتوسط كانت احتمالات إصابتهم بالمرض أقل.
في حين أن المزيد من الدراسات خاصة تلك التي تتضمن مشاركين من أجزاء مختلفة من العالم ستكون مفيدة لفهم هذه النتائج بشكل أفضل، فإن هذه الدراسة مشجعة، وتقول الدراسة يمكن أن يكون للطعام في النظام الغذائي تأثير إيجابي قوي في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، ويمكن أن يكون الإستمتاع بنمط حمية البحر الأبيض المتوسط جزءا من ترسانته لمكافحة وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
نظرت هذه الدراسة الخاصة في الإرتباط وليس السببية، وهذا لأن الأشخاص الذين يلتزمون بالنظام الغذائي كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض، ولا يعني ذلك أن النظام الغذائي نفسه يمنع الناس من الإصابة بالمرض، ومع ذلك خلص الباحثون إلى أنه من الممكن أن يكون الإلتزام بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط عاملا وقائيا.
بالتأكيد يشتمل النظام الغذائي على العديد من الأطعمة المغذية ويمكن أن يساهم في الصحة العامة للفرد، وتحتوي هذه الأطعمة على عناصر غذائية صحية للجسم كله مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية والألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وليس من المستغرب أن ترى البيانات تظهر أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط قد يساعد أيضا في الحفاظ على صحة الرئتين وكذلك القلب.