يعتبر أدب الطفل من أهم الأشياء التي تساعد على التنشئة السليمة ؛ فالقصص لها دور كبير في تعلم أطفالنا المزيد من السلوكيات الصحيحة ، كما أنها تسهم في تمتعهم بحسن التصرف في المواقف المختلفة ، واليوم سوف نقدم إليكم قصة الأميرة أورورا، المحببة للكثير من الأطفال ، وذلك لتعليم أبناءنا درس جديد ، وسلوك قويم يتبعونه في حياتهم...
يحكى أنه منذ زمن طويل كان هناك ملك وملكة يعيشون في قصر كبير وفخم ، لكنهم كانوا دائمًا يشعرون بالحزن لأنهما لم يكن لديهما أطفال ، وفي أحد الأيام جلست الملكة بجوار البركة الموجودة في حديقة القصر ، وهي تفكر وتتخيل لو كان لديها طفل صغير تلاعبه وتسهر على راحته ، وأثناء جلوسها بالقرب من البركة وجدت ضفدع ينظر إليها ويقول لها أبشري أيتها الملكة سوف تتحقق لكى أمنيتك قريبًا ويكون لكي طفل...
فرحت الملكة كثيرًا لسماعها تلك البشرى الرائعة ، وبالفعل بعد وقت قصير رُزق الملك والملكة بابنة جميلة أسموها أورورا ، وعندما أتمت الابنة الصغيرة عام ، أقام الملك احتفال كبير مع وليمة كبيرة ، وقام بدعوة الأقارب والأصدقاء والملوك والملكات من الأراضي البعيدة ليحضروا مراسم الاحتفال بعيد ميلاد ابنته الأميرة الصغيرة .
جاء يوم الاحتفال ، ووصل جميع المدعوين إلى القاعة الكبيرة في القصر، وجلب الجميع هدايا قيمة للأميرة أورورا ، كما وصل إلى الحفل أيضًا الثلاث الذين أحضروا هدايا قيمة للأميرة ، وقد حضرت أيضًا الجنية الشريرة في قاعة القصر ، وأرادت أن تعطي شيئًا للأميرة الصغيرة ، ولكن تلك الجنية أصابت الأميرة الصغيرة بلعنة جعلتها تقع على الأرض مغشيًا عليها ، ولكي تستيقظ من تلك اللعنة لابد أن تضع يدها في سن السادسة عشر على إبرة موجودة في عجلة دوارة ، ولكن بالطبع إذا قامت الأميرة الصغيرة بذلك فسوف تموت ...
خرجت الجنية الشريرة من القصر بعد أن أصابت للأميرة أورورا باللعنة، وحزن الجميع لما حدث للأميرة الصغيرة ، فهم لا يستطيعون إيقاف الجنية الشريرة وحماية الأميرة منها ، ولكن إحدى الجنيات الثلاث حاولت القيام بفعل جيد ، وقالت إنها لا تستطيع إفساد لعنة الجنية الشريرة ، ولكن يمكنها تخفيفها ، وقالت إن الأميرة الصغيرة لن تموت، لكنها سوف تنام لمدة مائة عام إذا ظلت موجودة بالقصر .
لم يكن الملك والملكة مرتاحين بعد سماع هذا ، وقرروا أن تأخذ الجنيات الثلاث الأميرة أورورا الصغيرة إلى مكان بعيد عن القصر، لكي تستيقظ الأميرة وتعيش الحياة وتنمو بشكل صحيح ، وبالفعل تنكرت الجنيات الثلاث في زي فلاحات بسيطات، وأخذوا الأميرة إلى مكان بعيد طاعة لأوامر الملك والملكة .
كبرت الأميرة أورورا مع مرور السنين ، وأصبحت جميلة للغاية وحكيمة، وأقامت صداقات مع جميع من كانوا حولها ، حتى إنها أقامت صداقات مع الحيوانات ، كما أنها أحبت الجنيات الثلاث جدًا ، ولكنهم لم يخبروها بالقصة كاملة ولم يقولوا لها إنها أميرة .
عندما بلغت الأميرة الصغيرة سن السادسة عشر أمضت تغني لأصدقائها وجيرانها ، وفي أحد الأيام التي كانت تغني فيه الأميرة لأصدقائها ، سمع صوتها أمير وسيم يدعى الأمير فيليب أثناء سيره بالغابة ، وأعجب به ، ولما رآها وهو راكب حصانه شعر بأنها فتاة أحلامه ، وشاهدها وهي ترقص وتغني مع أصدقائها في الحديقة ، فنزل من على حصانه وبدأ يشاركهم الرقص .
بعد ذلك طلب الأمير فيليب خطبة الأميرة أورورا ، ولم تقول الجنيات الثلاث إنها أميرة ، وفي إحدى الليالي أخبرتها إحدى الجنيات الثلاث بقصتها ، وقالت لها إنها أميرة ، وأنها في الأيام المقبلة لابد أن تعود إلى القصر لأنها بلغت عامها السادس عشرة ، فحزنت الأميرة كثيرًا لأنها سوف تترك الغابة وسوف تبعد عن أصدقاءها وعن الأمير فيليب الذى أحبته .
ولأن الأميرة وصلت لسن السادسة عشر فلابد أن تلامس الإبرة الموجودة على العجلة الدوارة بسبب اللعنة التي أصابتها من الجنية الشريرة ، وهكذا طلبوا من الأميرة أورورا أن تأتي معهم إلى أعلى برج ، وهناك وضعوا إصبعها على الإبرة ، فسقطت الأميرة نائمة نومًا عميقًا .
وعندما وجدوا الجنيات الأميرة كذلك أدركوا أنها لعنة الجنية الشريرة ، فأخذوا الأميرة إلى غرفة موجودة في أعلى البرج ، وحاولوا قراءة تعويذة عليها ، وقالوا لابد أن يجدوا شخصًا أحب الأميرة أورورا حب حقيقي حتى تستطيع أن تستيقظ ، ولم يستغرق الأمر طويلًا حتى وجدن الجنيات الثلاث الشخص الذي أحب الأميرة حبًا حقيقيًا .
وكان الشخص هو الأمير فيليب ، فذهبوا إليه وحكوا له قصة الأميرة أورورا كاملة ، وقالوا له عن اللعنة التي أصابتها من الجنية الشريرة ، وأنه لابد أن يحاربها حتى يتمكنوا جميعًا من إنقاذ الأميرة أورورا .
لم يتأخر الأمير فيليب ، وأخذ معه درع الفضيلة لكي يحارب الجنية الشريرة ، وعندما اقترب فيليب منها ، سرعان ما تحولت إلى تنين قوي وضخم ، يطلق النار من فمه ، وعلى الرغم من ذلك استطاع الأمير فيليب والجنيات الثلاث هزيمتها ، ثم جرى ناحية الأميرة أورورا ، ووضع يده على شعرها بحنية ولطف ، وفي تلك اللحظة استيقظت الأميرة أورورا ، فنظرت للأمير وابتسمت له لأنها كانت تحبه .
ثم عادت الأميرة أورورا إلى القصر الملكي ، وعاشت مع والديها ، وعندما علم الملك والملكة أن الأمير فيليب هو السبب وراء كسر لعنة الجنية الشريرة ، رحبوا به وقبلوه زوجًا لابنتهم الأميرة أورورا ، وسرعان ما تزوجا الأمير والأميرة وعاشوا في سعادة تامة .
وهكذا يا أصدقائي لابد أن ندافع عن الأشخاص الذين نحبهم ، ونحميهم من أي شر ممكن أن يلحق بهم .