يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا

مارين لوبان هي مارين آن بيرين لوبان (ولدت في 5 أغسطس 1968، نويي سور سين، فرنسا)، وهي إبنة السياسي الفرنسي جان ماري لوبان وقائدة لحزب الجبهة الوطنية (لاحقا التجمع الوطني) في عام 2011، وكانت مارين لوبان مرشحة لهذا الحزب في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية لعامي 2017 و 2022.

 

الطفولة والحياة المبكرة للسياسية مارين لوبان:
كانت مارين لوبان الأصغر بين ثلاث بنات، وتلونت طفولتها بالمهنة السياسية لوالدها الذي تبنى مجموعة من الآراء المثيرة للجدل وفي عام 1976 كان هدفا لهجوم بالقنابل ألحق أضرارا بالغة بمبنى الأسرة السكني، وهذا التوبيخ وغيره من عمليات التوبيخ الأقل عنفا لآراء والدها من شأنه أن يوجه سياسات لوبان الخاصة، وحصلت مارين لوبان على إجازة في القانون من جامعة بانتيون أساس ( جامعة باريس الثانية) في عام 1991 وبقيت هناك لإكمال درجة متقدمة في القانون الجنائي عام 1992، وفي ذلك العام حصلت على شهادة ممارسة القانون، وعملت كمحامية في باريس من 1992 إلى 1998.

مارين لوبان

قيادة مارين لوبان الجبهة الوطنية:
عندما خرجت مارين لوبان من ظل والدها لتصبح شخصية وطنية في حد ذاتها، فقد نأت بنفسها عن بعض وجهات نظره ووجهات نظر الحزب الأكثر تطرفا، وبينما احتضنت موقف الجبهة الوطنية الراسخ المناهض للهجرة أعادت تسمية تقليدية للحزب التشكك في أوروبا كقومية فرنسية، وكانت من أشد المنتقدين لمعاداة السامية التي كانت تهمش الحزب في الماضي، وتتمتع بسحر وغرائز سياسية قوية مزورة إلى جانب والدها، وفازت بسهولة في الإنتخابات كزعيم للجبهة الوطنية في عام 2011.

 

مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية:
زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان (في الوسط) ووالدها جان ماري لوبان (يسار)، في التجمع السنوي للحزب في باريس، وقبل عدة أسابيع من احتلال المجموعة المركز الأول في الإنتخابات الفرنسية للبرلمان الأوروبي، مايو 2014، وفي مايو 2011، تم اختيار مارين لوبان لتمثيل الجبهة الوطنية في الإنتخابات الرئاسية لعام 2012 ضد الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي المرشح الإشتراكي فرانسوا هولاند، وفي أبريل 2012.

 

واحتلت مارين لوبان المرتبة الثالثة في الجولة الأولى من تلك الإنتخابات، وحصلت على أكثر من 18 بالمائة من الأصوات، وفي حين أن هذه النتيجة لم تكسب مارين لوبان مكانا في الجولة الثانية، إلا أنها مثلت أفضل عرض على الإطلاق للجبهة الوطنية في الإنتخابات الرئاسية، وتصدرت حتى أرقام والدها في عام 2002 عندما تقدم إلى جولة الإعادة مع جاك شيراك .

 

واصلت مارين لوبان تلطيف صورة الجبهة الوطنية، وعكست شعبيتها الشخصية القبول المتزايد للحزب كبديل عملي للحزبين الرئيسيين في فرنسا، بينما كان الإقتصاد الفرنسي يكافح سقط اشتراكي هولاند من المودة، وناشدت مارين لوبان والجبهة الوطنية قطاعا من الناخبين وبدأ ينظرو إلى الاتحاد الأوروبي على أنه عقبة وليس منفعة، وفي الإنتخابات المحلية في مارس 2014 انتصرت الجبهة الوطنية والسياسيون المتحالفون معها في أكثر من عشرة سباقات لرئاسة البلدية.

 

واستفادت مارين لوبان من خط معاداة التأسيس الذي كان ينمو في فرنسا، وأظهرت انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو 2014 مدى انتشار هذا الشعور، وكان لأول مرة في تاريخ الجبهة الوطنية، احتلت المركز الأول في الإنتخابات الوطنية، وحصلت على أكثر من ربع الأصوات ودفعت مارين لوبان في دائرة الضوء الدولية كأبرز متحدث باسم التشكيك الأوروبي.

 

الشكوكية الأوروبية:
قادة العديد من الأحزاب المشككة في أوروبا (من اليسار) ماتيو سالفيني من رابطة الشمال الإيطالية، وهارالد فيليمسكي من حزب الحرية النمساوي، ومارين لوبان من الجبهة الوطنية الفرنسي، وخيرت فيلدرز من الحزب الهولندي من أجل الحرية بعد اجتماع في البرلمان الأوروبي في بروكسل، 28 مايو 2014، وأثارت التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها جان ماري لوبان نزاعا عاما مع مارين.

 

وفي أغسطس 2015 طرد لوبان الأكبر من الحزب الذي كان يقوده منذ ما يقرب من 40 عاما، وفي 13 نوفمبر 2015، أدى هجوم إرهابي مميت في باريس إلى مقتل 130 شخصا وإصابة أكثر من 350، وسارعت مارين لوبان إلى إلقاء اللوم على هولاند وسياسة الهجرة الفرنسية، وعززت المشاعر المعادية للإسلام المتزايدة أداء الجبهة الوطنية في الإنتخابات الإقليمية في ديسمبر 2015.

 

احتلت مارين لوبان المركز الأول في الجولة الأولى من التصويت على الرئاسة الإقليمية لنورد با دو كاليه، وانسحب الإشتراكيون من المركز الثالث لكن مرشحهم على أمل إفشال فوز الجبهة الوطنية، واحتل لوبان المركز الثاني بعد مرشح يمين الوسط الجمهوري في الجولة الثانية، وأشادت مارين لوبان بتصويت خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة في يونيو 2016 وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر 2016 كدليل على القبول المتزايد لمبادئها.

 

وكان ترامب قد خاض حملته الإنتخابية على أساس برنامج واسع النطاق مناهض للمؤسسات، ومناهض للهجرة، ومعاد للإسلام، ويبدو أن نجاحه بين ناخبي الطبقة الوسطى والريفية يبشر بالخير للوبان قبل الإنتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017، وفي 23 أبريل 2017، احتلت مارين لوبان المركز الثاني بعد إيمانويل ماكرون، والوسطي المؤيد للإتحاد الأوروبي الذي شغل منصب وزير المالية في عهد هولاند، في الجولة الأولى من الإقتراع الرئاسي.

 

قبل أيام قليلة من الجولة الثانية، أطلق المتسللون عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني الداخلية من حملة ماكرون فيما وصف بأنه جهد ضخم ومنسق لتعطيل الإنتخابات، وربطت شركات الأمن السيبراني الهجوم بنفس المجموعة التابعة للحكومة الروسية التي كانت مسؤولة عن قرصنة الحزب الديمقراطي الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

 

وحضرت قواعد التعتيم الإعلامي الفرنسي في الساعات التي سبقت افتتاح مراكز الإقتراع بشكل فعال الإبلاغ عن الحادث، ومع ذلك، فشلت مارين لوبان في إشتقاق أي فائدة جوهرية من التسريبات، وأدلى ما يزيد قليلا عن 75 في المائة من الناخبين المؤهلين بأصواتهم في الجولة الثانية، وهي أقل نسبة مشاركة في فرنسا في الإنتخابات الرئاسية منذ ما يقرب من نصف قرن، بالإضافة إلى ذلك، اختار حوالي أربعة ملايين ناخب وما يقرب من 9 في المائة ممن ذهبوا إلى صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم على بياض أو فاسدة عن عمد، احتجاجا على كلا المرشحين.

 

من بين الأصوات المؤهلة المتبقية حصلت مارين لوبان على حوالي 34 في المائة من الأصوات، أي ما يقرب من ضعف مجموع أصوات والدها ضد جاك شيراك في الجولة الثانية من انتخابات عام 2002، وعلى الرغم من أنها احتلت المركز الثاني بعيدا عن ماكرون، فقد أعلنت مارين لوبان التي تتحدى التحدي أن الجبهة الوطنية أصبحت حزب المعارضة الرسمي لحكومة يقودها ماكرون، وثبت أن هذا البيان لم يكن صحيحا على الإطلاق عندما أجريت الإنتخابات التشريعية في يونيو 2017، وحصلت الجبهة

 

الوطنية على ثمانية مقاعد فقط، وهو عدد أقل بكثير مما كان من المتوقع أن يفوز به الحزب، وفازت مارين لوبان بنفسها لأول مرة بمقعد برلماني، عن هينان بومون، وكان هذا الإنتصار يعني أن مارين لوبان اضطرت إلى الإستقالة من مقعد البرلمان الأوروبي الذي كانت تشغله منذ عام 2004، وبعد أسبوعين فقط من تنحيها، تم وضعها قيد تحقيق جنائي من قبل السلطات الفرنسية لسوء استخدام الأموال خلال فترة عملها كعضوة في البرلمان الأوروبي، وزعم المكتب الأوروبي لمكافحة الإحتيال، وهو هيئة تابعة للإتحاد الأوروبي مكلفة بالتحقيق في الجرائم الإقتصادية والفساد المتعلق بأموال الإتحاد الأوروبي، وأن مارين لوبان أخطأت في إنفاق حوالي 5 ملايين يورو (5.4 مليون دولار) على أعمال حزب الجبهة الوطنية.

 

في يونيو 2018، أعلنت مارين لوبان أن الجبهة الوطنية ستغير اسمها إلى التجمع الوطني (التجمع الوطني)، في محاولة واضحة لإبعاد الحزب عن ماضيه الفاشيني الجديد والمعاد للسامية، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، قضت محكمة في الإتحاد الأوروبي بأن مارين لوبان قد خصصت بشكل غير صحيح حوالي 300 ألف يورو من أموال الإتحاد الأوروبي وأمرتها بسداد المبلغ.

 

واستأنفت مارين لوبان القرار، لكن محكمة العدل الأوروبية في مايو 2019 رفض استئنافها وأمرها بدفع تكاليف المحكمة، وتصدر التجمع الوطني الميدان في الإنتخابات البرلمانية للإتحاد الأوروبي في عام 2019، وأشارت استطلاعات الرأي إلى أنه من المرجح أن يحمل الحزب هذا الزخم في الإنتخابات الإقليمية الفرنسية في عام 2021، ومع ذلك، كان أداء التجمع الوطني أقل بكثير من التوقعات في الجولة الأولى من الإقتراع، واتسمت الإنتخابات بضعف كبير في إقبال الناخبين.

 

ومع ذلك، كانت مارين لوبان تجري استطلاعات الرأي بقوة قبل الإنتخابات الرئاسية لعام 2022، خاصة بعد انهيار حملة الإنتخابات الرئاسية إريك زمور، مجادلة يمينية متطرفة كانت وجهات نظرها بشأن الهجرة أكثر تطرفا من آرائها، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا رفض فلاديمير بوتين القول إن على فرنسا أن ترحب باللآجئين الأوكرانيين وهو الموقف الذي تبنته حتى مارين لوبان.

 

وفي الجريان السطحي، انتصر ماكرون مرة أخرى بهامش كبير على الرغم من أن مارين لوبان اعترفت بالخسارة أمام ماكرون، إلا أنها سارعت برسم النتيجة على أنها انتصار لحزبها، واستحوذت مارين لوبان على أكثر من 40 في المائة من الأصوات، وهو تحسن كبير عن أدائها في عام 2017، وإلى حد بعيد أقوى نتيجة لأي مرشح رئاسي الجبهة الوطنية في تاريخ الحزب.

مواضيع مميزة :
loading