كان مالكوم إكس زعيما أمريكيا من أصل أفريقي في حركة الحقوق المدنية ووزيرا ومؤيدا لقومية السود وحث زملائه الأمريكيين السود على حماية أنفسهم من العدوان الأبيض بأي وسيلة ضرورية، وهو الموقف الذي غالبا ما يضعه على خلاف مع التعاليم اللاعنفية لمارتن لوثر كينج الأبن وأمة الإسلام نظام عقائدي دمج الإسلام مع القومية السوداء، وبعد اغتيال مالكوم إكس في عام 1965 نشر كتابه الأكثر مبيعا السيرة الذاتية لمالكوم إكس، وأفكاره ألهمت حركة القوة السوداء.
حياة مالكوم اكس المبكرة:
ولد مالكوم إكس مالكولم ليتل في عام 1925، في أوماها، نبراسكا، وكان والده واعظا معمدانيا ومن أتباع ماركوس غارفي، وانتقلت العائلة إلى لانسينغ بولاية ميشيغان بعد أن وجهت عائلة كو كلوكس كلان تهديدات ضدهم، وعلى الرغم من أن الأسرة استمرت في مواجهة التهديدات في منزلها الجديد ففي عام 1931، زعم أن والد مالكولم قتل على يد جماعة بيضاء تدعى الفيلق الأسود.
على الرغم من أن السلطات ادعت أن وفاته كانت حادثا وحرمت السيدة ليتل وأطفالها من استحقاقات وفاة زوجها، وفي سن السادسة دخل مالكولم إكس المستقبلي دار رعاية وعانت والدته من انهيار عصبي وعلى الرغم من ذكائه العالي فقد ترك المدرسة بعد الصف الثامن وبدأ يرتدي بدلات زوت ويتاجر بالمخدرات وحصل على لقب ديترويت ريد وفي سن 21، ذهب إلى السجن بتهمة السرقة.
مالكولم إكس والإسلام:
كان مالكولم إكس في السجن أول من واجه تعاليم إيليا محمد رئيس أمة الإسلام، أو المسلمين السود، وهي جماعة قومية سوداء حددت أن البيض هم الشيطان، وبعد فترة وجيزة تبنى مالكولم الاسم الأخير إكس لتمثيل رفضه لاسمه العبد، وأفرج عن مالكولم إكس من السجن بعد أن أمضى ست سنوات وأصبح وزير المسجد رقم 7 في هارلم، حيث اكتسبت مهاراته الخطابية وخطبه المؤيدة للدفاع عن النفس إعجاب المنظمة الجدد.
ونمت أمة الإسلام من 400 عضو وفي عام 1952 إلى 40 ألف عضو بحلول عام 1960، وكان من بين المعجبين به مشاهير مثل محمد علي الذي أصبح صديقا مقربا لمالكوم إكس قبل الخلاف بين الإثنين، ودعوته لتحقيق بأي وسيلة ضرورية وضعه في الطرف الآخر من الطيف من نهج مارتن لوثر كينغ الابن اللاعنفي لكسب أرضية في حركة الحقوق المدنية المتنامية.
وبعد خطاب مارتن لوثر كينغ لدي حلم في مارس 1963 في واشنطن، لاحظ مالكولم إكس من سمع عن الثوريين الغاضبين جميعا ينسقون حركة سوف نتغلب أثناء التعثر والتأرجح جنبا إلى جنب مع نفس الناس كان من المفترض أن يثوروا ضدهم بغضب، كما أكسبت سياسة مالكولم إكس غضب مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أجرى مراقبته منذ فترة وجوده في السجن حتى وفاته حتى أن جيه إدغار هوفر أخبر مكتب الوكالة في نيويورك أن يفعل شيئا حيال مالكوم إكس.
منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية:
خاب أمله من الفساد في أمة الإسلام الذي أوقفه عن العمل في ديسمبر 1963 بعد أن ادعى أن اغتيال الرئيس جون كينيدي وترك مالكولم إكس المنظمة إلى الأبد وبعد بضعة أشهر سافر إلى مكة حيث خضع لتحول روحي، ولقد أثرت الأخوة الحقيقية التي رأيتها في إدراك أن الغضب يمكن أن يعمي الرؤية البشرية، وعاد مالكولم إكس إلى أمريكا باسم جديد وهو الحاج مالك الشباز، وفي يونيو 1964، أسس منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية التي حددت العنصرية وليس العرق الأبيض على أنها عدو للعدالة وأصبحت فلسفته الأكثر اعتدالا مؤثرة، وخاصة بين أعضاء لجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية.
اغتيال مالكوم إكس:
اغتيال مالكوم إكس على يد مسلم أسود في تجمع لمنظمة الوحدة الأفرو أمريكية في قاعة أودوبون في مدينة نيويورك في 21 فبراير 1965، وتوقع مالكولم إكس أنه سيكون أكثر أهمية في الموت منه في الحياة، وقد تنبأ حتى بموته المبكر في كتابة السيرة الذاتية لمالكوم إكس.
السيرة الذاتية لمالكوم إكس:
بدأ مالكوم إكس العمل على سيرته الذاتية في أوائل الستينيات بمساعدة أليكس هالي مؤلف كتاب الجذور المشهور، وأرخت السيرة الذاتية لمالكوم إكس حياته وآرائه حول العرق والدين والقومية السوداء، وتم نشرها بعد وفاته في عام 1965 وأصبحت من أكثر الكتب مبيعا، وألهم الكتاب وحياة مالكولم إكس العديد من التعديلات على الأفلام، وأشهرها فيلم سبايك لي عام 1992، ومالكوم إكس بطولة دينزل واشنطن، ودفن مالكولم إكس في مقبرة فيرنكليف، نيويورك.