فيما يلي 10 أمثلة لعلاقات غريبة بين أنواع النبات والحيوان، حيث لا تتطور الأنواع بمعزل عن غيرها، وتعني شبكة الحياة أن الأنواع المختلفة يجب أن تتكيف مع تفاعلها مع بعضها البعض، وبين المفترس والفريسة، قد يكون هناك سباق تسلح تطوري حيث يكافح كل منهما للتغلب على الآخر، وعلى الرغم من أن التفاعلات بين نوعين يمكن أن تكون أكثر إثارة للإهتمام والمشاركة، فإن كلا النوعين يتطوران معا أحيانا بطرق تفيد بعضهما البعض.
1- النمل وأشجار الأكاسيا:
ليس من الصدمة أن تجد أن نملة الأكاسيا لها علاقة وثيقة مع شجرة الأكاسيا، وما يثير الدهشة هو مدى قرب الرابطة بينهما، ونظرا لأنها غير متحركة جدا تتعرض النباتات دائما لخطر الأكل، وهو أمر تجده العديد من الكائنات الحية غير مفيد، و لدرء العواشب طورت أشجار السنط أشواكا حادة وطعما مرا، ولقد استعبدوا أيضا أنواعا كاملة من النمل لمحاربة أعدائهم بنشاط، ويجد نمل الأكاسيا أن أشجار الأكاسيا تعتبر منزلا ترحيبيا حيث يمكن تجويف الأشواك الضخمة أن يعيش النمل فيها.
وسوف تنتفخ العديد من أنواع الأكاسيا حول هذه الأشواك المجوفة لإنتاج منزل أكبر لجيشهم المقيم، ولمزيد من جذب النمل للعيش هناك، ستنتج الأشجار رحيقا حلوا للنمل البالغ ليأكله وقرونا غنية بالبروتين لتستهلكه يرقات النمل، ومع هذا المكان الترحيبي للعيش فيه فلا عجب أن النمل هذا الحيوان الغريب سيحمي شجرة الأكاسيا الخاصة بهم، وقد يعيش ما يصل إلى 30000 نملة على الشجرة، وسوف يصطادون ويلسعون الحيوان الذي يأكل شجرتهم، ويقطع النبات المنافس لسرقة ضوء الشمس، ويزيل مسببات الأمراض الفطرية.
2- نبات النملاوية والنمل:
أشجار الأكاسيا ليس النبات الوحيد الذي تطور ليعمل بشكل وثيق مع النمل، وعلى الرغم من أن نملة الأكاسيا أخذت اسمها من الشجرة التي تعيش فيها، إلا أن نبات النملاوية أخذ اسمه من النمل الذي يعيش في تعايش معه، ونبات النملاويو في أستراليا غير معتاد إلى حد ما على أي حال لأنه يعيش على نبات أخرى، والنبات العشوائي كما يسمى هذا النبات الأرضي يوفر هذا بعض الحماية من الأشياء التي تحاول أكلها، لكن نبات النملاوية لديه طبقة دفاع إضافية وتتشكل الحجرات في سيقانه السفلية المنتفخة والتي تعد منازل مثالية للنمل.
والنمل لا يخلق هذه البيوت وبدلا من ذلك فقد تطور النبات خصيصا لإنتاجها وهذا النمل اللاذع سوف يسرب كل ما يزعج منازلهم وهذا مشابه جدا لنمل الأكاسيا، لكن نبات النملاوية يستفيد من النمل بطريقة أخرى والنيتروجين هو أحد العناصر الغذائية الرئيسية التي يأخذها النبات من التربة بينما ينمو بعيدا عن التربة، ويكافح نبات النملاوية للحصول على ما يكفي من النيتروجين وينمو النبات نوعين من الغرف داخل نفسه وهما غرفة ناعمة حيث يعيش النمل وأخرى خشنة حيث يودع النمل فضلاته والنبات قادر على حصاد النيتروجين الذي يحتاجه للنمو من فضلات النمل.
3- نبات الإبريق وبراز الخفافيش:
نباتات الإبريق هي نباتات آكلة للحوم تهضم الحيوانات التي تقع فيها، وهذا هو استجابة للبيئة منخفضة النيتروجين التي يعيشون فيها، وبما أن نبات النملاوية يدعو النمل للعيش فيه للحصول على النيتروجين، فإن نبات الأباريق تدعو الحيوان للموت فيه ومع ذلك، فإن نوعا واحدا من النبات الإبريقي هو مضيف أكثر جاذبية وهو نبات إبريق كبير بشكل غير عادي طور علاقة مع الخفافيش.
وفي النهار يتسلق خفاش هاردويك الصوفي داخل الإبريق ويستريح وبدلا من محاولة هضم الخفافيش، ويعيش النبات على العناصر الغذائية التي يمكنه اقتناصها من فضلات الخفافيش وهذه ليست علاقة سلبية وطورت النبات الإبريقي طريقة لجذب الخفافيش في الغابة المطيرة الكثيفة، والجدار الخلفي للنبات على شكل طبق وسيعكس صدى صوت الخفاش وهذا يسمح للخفاش باكتشاف قعة جاثمة بسهولة.
4- الثدييات ملقحات النبات:
عندما نفكر في الحيوانات التي تلقح النبات، غالبا ما نفكر في النحل والحشرات الأخرى التي تطن من زهرة إلى زهرة لتنتشر حبوب اللقاح، ومع ذلك هناك العديد من أنواع النبات التي تعتمد على الثدييات للتكاثر، ولجذب هذه الثدييات يجب أن يطور النبات أزهارا مختلفة تماما عن تلك التي تغري الحشرات، وروائح الأزهار الملقحة بالثدييات ليست روائح الأزهار الحساسة التي نفكر بها عادة.
وغالبا ما تشم رائحة الجبن والخميرة الزهرة التي تجذب الثدييات، ومن المرجح أيضا أن تشير هذه الزهور إلى أسفل لتشتت حبوب اللقاح على الثدييات أدناه أثناء محاولتها التغذية منها، وليست فقط الثدييات العاشبة هي التي يستخدمها النبات كملقحات، وتجذب شجيرات السكر النمس والجينات آكلة اللحوم، وهذا يفيد النبات لأن الحيوانات آكلة اللحوم تميل إلى امتلاك مساحات كبيرة وسوف تنشر حبوب اللقاح بشكل أكبر.
5- زهرة الجثة والذباب:
بالطبع، لا تنجذب كل الحشرات للأطعمة الحلوة وتجذب الزهرة نوعا معينا من الحشرات بإعطائها ما تريد وتطورت لجذب الذباب والخنافس الجيف، وحتى أنها تنتج رائحة لجذبهم بالدخول وتطلق عطور ومضخات في هواء الغابة، وهذا جزئيا هو استجابة لبيئتها، وفي أدغال سومطرة المورقة يجب أن ينتج النبات الكثير من رائحته حتى تتاح له فرصة نشرها بعيدا بما يكفي لجذب الحشرات وينتج الهيكل الضخم للزهرة أيضا حرارته الخاصة وهذا يزيد من وصول رائحة اللحم المتعفنة ويسهل على الذباب العثور على النبات ولحسن الحظ بالنسبة لأولئك الذين لا يحبون الزهور التي تفوح منها رائحة الأجسام المتحللة، وتزهر زهرة الجثة مرة واحدة كل ست سنوات.
6- نبات ديورويا والنمل:
تشتهر غابات الامازون المطيرة بتنوعها البيولوجي، وتعيش أعداد هائلة من أنواع النبات والحيوان معا في واحد من أغنى النظم البيئية على هذا الكوكب، ومع ذلك، هناك بقع من الغابة المطيرة يبدو أنها تتكون فقط من نوع واحد من الأشجار وهو نبات ديورويا واعتقد السكان الأصليون في منطقة الأمازون أن هذه البقع تم إنشاؤها بواسطة شياطين أشرار، ولذلك سميت هذه المناطق بحدائق الشيطان وهذه الأشجار تنتج المواد الكيميائية التي تمنع نمو النبات الأخر، ولكن هذا لا يكفي لتفسير هيمنتها.
وفي الواقع، الشياطين التي تخلق هذه المناطق هي من أنواع النمل، وكما رأينا مع العلاقات الأخرى بين النمل والنبات، فإن النمل سيعمل كجيش للدفاع عن منزله وبدلا من مجرد استهداف الحيوانات الأخرى، سيقوم نمل الليمون الذي يعيش على هذه الأشجار بالبحث في أرضية الغابة عن شتلات نباتات أخرى وتسممها بحمض الفورميك، وهذا يمنع النبات الأخر من سرقة الضوء الذي تحتاجه هذه الأشجار وهذا بدوره يزيد من حجم منزل النمل ويمكن أن تنمو مستعمرة النمل في حديقة الشيطان لإيواء الآلاف من الملكات وملايين النمل.
7- دبور التين والتين:
ربما ليس من المستغرب أن نجد أن دبابير التين تعيش في أشجار التين ومع ذلك، فإن حقيقة احتواء العديد من التين على جثث الدبابير الميتة قد تمنعك من أكلها وتعود العلاقة بين التين ودبابير التين إلى ما لا يقل عن 60 مليون سنة، لذا فإن البشر يأكلون التين ويتطفلون حقا على علاقة خاصة والتين ليس فاكهة حقا ولكنه هيكل أجوف يحتوي على العديد من الأزهار وعندما يتطور التين، فإنه ينتج رائحة تجذب إناث دبابير التين الحامل والدخول إلى داخل التين.
ويجب أن تحفر الأنثى وهذه عملية صعبة غالبا ما تمزق جناحيها وقرون الاستشعار وبمجرد دخولها ستودع الدبابير بيضها وحبوب اللقاح التي حملتها من منزلها ثم تموت وإذا لم يتم تلقيحها فغالبا ما يذبل التين ويموت ويقتل أي بيض بداخله وهذه حماية تطورية لضمان استمرار الدبابير في جلب حبوب اللقاح لها، وإذا تم تلقيح النبات ينضج التين ويفقس البيض ويتغذى على لحم التين وسوف ينمو الذكور والإناث في الداخل، ويجمع الذكور حبوب اللقاح للإناث ويخرجون نفقا من التين ثم يتزاوجون مع الإناث ويوزعون حبوب اللقاح قبل هروب إناث الدبابير للبحث عن التين الجديد وتستمر الدورة.
8- الكسلان والأفوكادو:
يتمتع البشر بسجل حافل في قيادة الأنواع إلى الإنقراض، وبالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين أنواع النبات والحيوان في هذه القائمة ليس من الصعب رؤية كيف يمكن أن يؤدي القضاء على نوع واحد إلى الإضرار بالأنواع الأخرى، وفي حالة كسلان الأرض العملاق في أمريكا الجنوبية كاد البشر ينتهي بهم الأمر بتدمير الأفوكادو وتميل البذور التي تحملها الحيوانات إلى أن يكون حجمها مناسبا للمخلوقات التي تحملها وتتطلب بذرة الأفوكادو الضخمة حيوانا كبيرا بشكل مناسب لتحريكها.
ويمكن أن ينمو كسلان الأرض العملاق حتى يصل طوله إلى 6 أمتار (20 قدما)، وكونه كبيرا وجائعا كان يأكل الأفوكادو ثم ينشر بذور الأفوكادو من خلال حركات الأمعاء ومع قدوم البشر إلى الأمريكتين تم القضاء على العديد من الثدييات الكبيرة، بما في ذلك كسلان الأرض العملاق وبدون الكسلان لنشر بذور الأفوكادو لم يكن للنباتات أي طريقة لاستعمار مناطق جديدة، مما يعرضه لخطر الإنقراض، وبفضل البشر الذين يزرعون الأفوكادو نجا النبات وصعد البشر إلى دور الكسلان.
9- الديدان والطحالب:
ليس من غير المعتاد أن يعيش الحيوان في النبات ومع ذلك، نجد أن الدودة تطورت لتعيش فيها نباتات، ولا تأكل ديدان صلصة النعناع هذه أبدا وبدلا من ذلك تحصل على كل طاقتها عبر الطحالب التي تعيش بداخلها والديدان ليس لديها الشجاعة لذلك عندما تمتص الطحالب كصغار، لا يتم هضم الطحالب وبدلا من ذلك يحصل النبات الصغير على منزل أكثر أمانا مما يمكن أن يتوقعه عائما في المحيط.
وفي المقابل يعطون الديدان الطاقة ويعيش الديدان على الشواطئ، وعندما ينحسر المد، فإنها ترتفع إلى السطح لتعريض طحالبها التكافلية لأشعة الشمس وعندما يأتي المد تتراجع الديدان تحت الرمال بحثا عن الأمان وما إذا كانت الطحالب أو الديدان تستفيد أكثر من هذه العلاقة لكن الكثيرين يرون أن ديدان صلصة النعناع هي شراكة حقيقية بين الحيوان والنبات.
10- النباتات التي تدعو الحيوانات المفترسة:
لقد رأينا نباتات توفر موطنا للحشرات لحماية نفسها من الحيوانات العاشبة، ولكن ربما تكون هذه العلاقة عالقة بعض الشيء حيث ينتظر بعض النبات حتى يتعرض للهجوم لاستدعاء مساعدين للحيوانات فعلى سبيل المثال، عندما يتلف نبات التبغ بسبب مضغ اليرقة على أوراقه يطلق النبات مواد كيميائية عضوية متطايرة وتنتشر هذه المواد الكيميائية بسرعة عبر الهواء وقد لا تلاحظ اليرقة هذه الصرخة الصامتة لكن الحشرات المفترسة تفعل ذلك.
وسوف ينزلون على اليرقة التي تسبب الضرر ويأكلونها ويستفيد النبات والحيوانات المفترسة، وربما يكون الرد الأكثر شراسة للهجوم هو الرد الذي تستخدمه نباتات الذرة من بين أمور أخرى وعندما تحاصرها اليرقات تطلق هذه النباتات إشارة تجذب الدبابير الطفيلية وتسقط الدبابير على اليرقة وتضع بيضها فيها وتنتظر حتى تأكل اليرقة حية من الداخل إلى الخارج.