يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

لماذا الحيتان ثدييات وليست أسماك ؟

الحوت عضو في عائلة الحيتانيات، وعلى الرغم من كونها مقيمة بالكامل في الماء، فإن الحيتان هي ثدييات وليست أسماك، ولا يوجد سوى 83 نوعا من الحيتانيات في العالم منظمة في 14 عائلة وفئتين فرعيتين رئيسيتين، الحيتان ذات الأسنان بما في ذلك الحيتان القاتلة وحيدات البحر والدلافين وخنازير البحر، والحيتان البالينية والحيتان الحدباء وروركول، والحوتيات ذات الأسنان لها أسنان وتأكل طيور البطريق والأسماك والفقمات، وبدلا من الأسنان تمتلك حيتان البالين رفا من مادة عظمية تسمى بالين تقوم بتصفية الفريسة الصغيرة مثل العوالق الحيوانية من مياه المحيط، وجميع الحيتانيات المسننة أو البالينية هي ثدييات.

 

خصائص الحيتان:
يتراوح حجم الحيتان وأقاربها من الحيتانيات الأخرى بشكل كبير، وأصغر الحيتان هو الفاكويتا وهو خنزير بحري صغير يعيش في خليج كاليفورنيا يبلغ طوله حوالي 5 أقدام (1.4 مترا) ويزن أقل من 88 رطلا (40 كيلوجراما)، وهو قريب من الإنقراض، وأكبر الحيتان هو الحوت الأزرق، وفي الواقع، أكبر حيوان في المحيط والذي يمكن أن ينمو إلى أكثر من 420.000 رطل (190.000 كجم) ويصل طوله إلى 80 قدما (24 مترا).

 

أجسام الحيتان منبسطة ومغزلية (مستدقة في كلا الطرفين)، ولديهم عيون جانبية صغيرة، بدون آذان خارجية وأطراف أمامية مسطحة بشكل جانبي تفتقر إلى مرفق مرن وعنق غير واضح، وأجسام الحيتان شبه أسطوانية ماعدا ذيولها التي يتم تسطيحها في نهايتها.

 

ما هي الثدييات؟

الحيتان

هناك أربع خصائص رئيسية تميز الثدييات عن الأسماك والحيوانات الأخرى، الثدييات ماصة للحرارة (تسمى أيضا ذوات الدم الحار)، مما يعني أنها تحتاج إلى توفير حرارة أجسامها من خلال عملية التمثيل الغذائي، وتلد الثدييات صغارا أحياء (على عكس وضع البيض) وترضع صغارها، والثدييات تتنفس الأكسجين من الهواء ولديهم شعر، نعم ، حتى الحيتان.

 

الحيتان مقابل الأسماك:

الحيتان

لفهم ما الذي يجعل الحيتان حيوانات ثديية، قارنها بأسماك تعيش في المحيط من نفس الحجم العام مثل سمكة القرش، والإختلافات الرئيسية بين الحيتانيات مثل الحيتان والأسماك مثل أسماك القرش هي: تتنفس الحيتان الأكسجين، وتمتلك الحيتان رئتين، وتتنفس من خلال ثقوب في جماجمها، وتختار متى تأتي إلى السطح للتنفس، ويمكن لبعض الأنواع مثل حيتان العنبر البقاء تحت الماء لمدة 90 دقيقة على الرغم من أن معظمها متوسط بقائها حوالي 20 دقيقة.

 

في المقابل، تستخرج أسماك القرش الأكسجين مباشرة من الماء باستخدام الخياشيم، وهي هياكل شق ريشية مبنية خصيصا تقع على جانبي رؤوسها، ولا تحتاج الأسماك أبدا إلى الصعود إلى السطح للتنفس، والحيتان من ذوات الدم الحار وقادرة على تنظيم درجة حرارة أجسامها داخليا، وتمتلك الحيتان دهنا، وهي طبقة من الدهون تساعد على إبقائها دافئة، كما أنها تولد الحرارة عن طريق السباحة وهضم الطعام.

 

وهذا يعني أن نفس أنواع الحيتان يمكن أن تزدهر في مجموعة متنوعة من البيئات من المحيطات القطبية إلى المحيطات الإستوائية، ويهاجر الكثير منها ذهابا وإيابا خلال العام، وفي كل عام، تسافر الحيتان بمفردها أو في مجموعات تسمى القرون وتتحرك مسافات طويلة بين مناطق التغذية في الماء البارد إلى مناطق تكاثرها في المياه الدافئة.

 

أسماك القرش من ذوات الدم البارد ولا يمكنها تنظيم درجة حرارة أجسامها، لذلك يجب أن تبقى في أي منطقة بيئية تطورت فيها وبشكل عام المياه المعتدلة أو الإستوائية، وهناك بعض أسماك القرش التي تعيش في الماء البارد، ولكن عليهم البقاء في البرد للبقاء على قيد الحياة، ونسل الحيتان تولد أحياء، ويستغرق صغار الحوت (تسمى العجول) حوالي 9-15 شهرا في الحمل، ويولدون من الأم واحد تلو الأخر، واعتمادا على نوعها، تضع أسماك القرش الأم حوالي 100 بيضة في أكياس بيض مخبأة في الأعشاب البحرية، أو تحتفظ بالبيض داخل أجسامها (في مستحضر البيض) حتى يفقس.

 

يتم رعاية نسل الحيتان من قبل الأمهات، وتمتلك إناث الحيتان غددا ثديية تنتج الحليب، مما يسمح للأم بإطعام عجولها لمدة عام كامل، وخلال هذه الفترة تعلمها أين توجد مناطق التكاثر والتغذية وكيفية حماية نفسها من الحيوانات المفترسة، وبعد أن يتم ترسيب بيض سمك القرش حديث الولادة، أو يفقس الصغار (يطلق عليهم الجراء) من بويضات الأم، يكونون بمفردهم ويجب أن يخرجوا من كيس البيض ويتغذوا عليه ويتعلموا البقاء على قيد الحياة دون مساعدة.

 

الحيتان لها شعر أثري، والعديد من الأنواع تفقد شعرها قبل ولادتها، بينما لا يزال لدى البعض الآخر بعض الشعر في أعلى رؤوسهم أو بالقرب من أفواههم، وليس للأسماك شعر في أي وقت خلال حياتها، وتتكون الهياكل العظمية للحيتان من العظام، وهي مادة قوية وغير مرنة نسبيا يتم الحفاظ عليها بصحة جيدة عن طريق تدفق الدم من خلالها، والهياكل العظمية هي حماية جيدة نشوئها من الحيوانات المفترسة.

 

تتكون أسماك القرش وغيرها من الهياكل العظمية للأسماك بشكل أساسي من الغضاريف، وهي مادة رقيقة ومرنة وخفيفة وعائمة نشأت من العظام، والغضروف مقاوم لقوى الإنضغاط ويمنح القرش السرعة وخفة الحركة للصيد بفعالية، وأسماك القرش هي حيوانات مفترسة أفضل بسبب هياكلها الغضروفية، وتسبح الحيتان بشكل مختلف، وتقوس الحيتان ظهورها وتحرك ذيلها لأعلى ولأسفل لدفع نفسها عبر الماء، وتدفع أسماك القرش نفسها عبر الماء عن طريق تحريك ذيولها من جانب إلى آخر.

 

تطور الحيتان؟

الحيتان

الحيتان من الثدييات لأنها تطورت من حيوان ثديي رباعي الأرجل بصرامة يعرف باسم الحيتان الباكستانية بداية من العصر الأيوسيني، منذ حوالي 50 مليون سنة، وخلال العصر الأيوسيني استخدمت الأشكال المختلفة طرقا مختلفة للتنقل والتغذية، وتعرف هذه الحيوانات باسم الأركوسيتات وتوثق أشكال أجسام الكائنات الأثرية الأحفورية الإنتقال من الأرض إلى الماء.

 

ستة أنواع من الحيتان الوسيطة في المجموعة الأثرية تشمل الأمبيلوسيتوس شبه المائية، التي عاشت في الخلجان ومصبات الأنهار في محيط تثيس في ما يعرف اليوم بباكستان، و حيتان رمنغتونية التي عاشت في رواسب بحرية ضحلة في الهند وباكستان. وكانت الخطوة التطورية التالية هي البروتوسيتيدات التي تم العثور على بقاياها في جميع أنحاء جنوب آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، وكانت في الأساس مائية أساسا ولكنها لا تزال محتفظة بأطرافها الخلفية.

 

وبحلول أواخر العصر الأيوسيني كانت باسيلوصور تسبح في بيئات بحرية مفتوحة وفقدت جميع بقايا الحياة البرية تقريبا وبحلول نهاية عصر الأيوسين قبل 34 مليون سنة تطورت أشكال أجسام الحيتان إلى شكلها وحجمها الحديثين.

 

هل الحيتان مرتبطة بأفراس النهر؟

الحيتان

لأكثر من قرن من الزمان، ناقش العلماء ما إذا كانت أفراس النهر والحيتان مرتبطة ببعضهما البعض، وتم اقتراح العلاقة بين الحيتانيات والحافريات البرية لأول مرة في عام 1883، وقبل الإختراقات في العلوم الجزيئية في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين اعتمد العلماء على علم التشكل من أجل فهم التطور، والإختلافات بين الحيوانات ذات الظلف التي تعيش على الأرض والحيتانيات البحرية جعلت من الصعب تصديق كيف يمكن أن يرتبط هذان الحيوان ارتباطا وثيقا.

 

ومع ذلك، فإن الأدلة الجزيئية ساحقة، ويتفق العلماء اليوم على أن أفراس النهر هي مجموعة شقيقة حديثة للحيتانيات، وعاش سلفهم المشترك في بداية العصر الأيوسيني، وربما بدا شيئا مثل إندوهيوس وهو في الأساس ذو ظلف صغير ممتلئ الجسم بحجم حيوان الراكون، وتم العثور على حفرياته في ما يعرف اليوم بباكستان.

مواضيع مميزة :
loading