يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

ما هي أسباب وأعراض وعلاج الإلتهاب الرئوي ؟

يعد الإلتهاب الرئوي مصطلحا واسعا لعدوى الرئة الشائعة التي تسببها عادة البكتيريا أو الفيروسات، ويمكن أن يكون المرض أيضا من مضاعفات الأنفلونزا، وأخيراً يمكن أن يصاب الإنسان بالإلتهاب الرئوي نتيجة مضاعفات فيروس كوفيد 19 المعروف باسم فيروس كورونا المستجد، وقالت الدكتورة مورين دزيورا، أخصائي الرئة في مركز تافتس الطبي في بوسطن، إنه عندما يدخل شيء مثل البكتيريا على سبيل المثال إلى أنسجة الرئة، فإنه يسبب استجابة التهابية، مما يؤدي إلى إنتاج المخاط، وقالت إن تراكم المخاط يمكن أن يسبب بعض أعراض الإلتهاب الرئوي مثل السعال وضيق التنفس والحمى والقشعريرة.

 

قالت دزيورا إن المرض يمكن أن يكون خفيفا، وهو ما يعرف بإسم الإلتهاب الرئوي الجوال، أو قد يكون خطيرا إذا كانت الأعراض شديدة وقد يتطلب المريض دخول المستشفى، والإلتهاب الرئوي الجرثومي هو الشكل الأكثر شيوعا للمرض ويميل إلى أن يكون النوع الأكثر خطورة، ومع الإلتهاب الرئوي تصبح الحويصلات الهوائية أو الأكياس الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما ملتهبتين وتملأ بالسوائل، وهذا يجعل من الصعب على الأكسجين الوصول إلى مجرى الدم (عندما تصاب الرئتان بالعدوى يطلق عليه الإلتهاب الرئوي المزدوج)، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يضطر أكثر من 250 ألف شخص إلى التماس الرعاية في مستشفى لعلاج الإلتهاب الرئوي كل عام في الولايات المتحدة ويموت حوالي 50 ألف أمريكي سنويا.

 

ما الذي يسبب الإلتهاب الرئوي؟

الإلتهاب الرئوي

يمكن أن يحدث الإلتهاب الرئوي بسبب البكتيريا والفيروسات والفطريات، ومع ذلك، فإن البكتيريا هي السبب الأكثر شيوعا للإلتهاب الرئوي لدى البالغين، والأكثر شيوعا هي العقدية الرئوية، ويحدث الإلتهاب الرئوي الجوال عادة بسبب بكتيريا تسمى بكتريا الميكوبلازما الرئوية، ويمكن أن تؤدي الفيروسات مثل فيروس الأنفلونزا والزكام إلى الإلتهاب الرئوي، وتشمل الأسباب الفيروسية الأخرى الفيروس المخلوي التنفسي، وهو سبب شائع للإلتهاب الرئوي لدى الرضع والأطفال الصغار، والفيروسات الخيطية البشرية، وفقا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم.

 

أحد الأمثلة على السبب الفطري للإلتهاب الرئوي هو متكيسة رئوية جؤجؤية، والتي تسبب عدوى خطيرة تهدد الحياة وتوجد عادة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز (كان هذا المرض يسمى سابقا الإلتهاب الرئوي المكيسة جؤجؤية)، وقالت دزيورا إن الإلتهاب الرئوي يمكن أن يحدث في أي وقت من العام، ولكن تميل حالات أخرى إلى الحدوث في فصل الشتاء عندما يبدأ موسم الأنفلونزا، وأوضحت أن الأنفلونزا يمكن أن تسبب الإلتهاب الرئوي الفيروسي ويمكن أن تضعف الدفاعات المناعية مما يزيد من خطر الإصابة بالإلتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي.

 

يمكن أن يصاب الأشخاص من جميع الأعمار بالإلتهاب الرئوي، ولكن الأشخاص الأكثر عرضة لعدوى الرئة هم الأطفال دون سن الخامسة، والبالغين 65 عاما فأكثر، ومدخنون السجائر والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى أو ضعف جهاز المناعة مثل مشاكل الرئة المزمنة وفشل القلب ومرض السكري والسكتة الدماغية.

 

يمكن أن تنتشر الأشكال الفيروسية والبكتيرية للإلتهاب الرئوي عادة عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، مما يطلق قطرات تحتوي على بكتيريا أو فيروسات في الهواء يمكن للأشخاص الآخرين تنفسها أو لمسها من الأسطح الملوثة، ومعظم الأشخاص الذين يقضون وقتا قصيرا مع شخص مصاب لن يصابوا بالمرض، ولكن هناك بعض أنواع البكتيريا من الإلتهاب الرئوي التي يمكن أن تنتشر بسرعة في الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في أماكن مزدحمة مثل مساكن الجامعات أو الثكنات العسكرية أو مسكن التمريض.

 

ما هي أعراض الإلتهاب الرئوي ؟

الإلتهاب الرئوي

يمكن أن تتراوح أعراض الإلتهاب الرئوي من خفيفة إلى مهددة للحياة، وقالت دزيورا إن الشخص المصاب بالإلتهاب الرئوي قد يشعر بالضعف والتعب، ولديه سعال منخفض المستوى، ولكنه لا يزال قادرا على حضور العمل أو المدرسة، وتؤدي العدوى الأكثر خطورة إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل خطير، وضيق في التنفس، وتميل الشفاه إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين في الدم، والإرتباك العقلي.

 

مع بعض أشكال الإلتهاب الرئوي، قد يسعل الشخص مخاطا أخضر أو أصفر، أو ربما مخاطا دمويا (لكن الإلتهاب الرئوي لا يتسبب دائما في سعال المخاط)، ووفقا لجمعية الرئة الأمريكية، قد تشمل أعراض الإلتهاب الرئوي ما يلي:

 

* سعال

* حمى

* آلام في الصدر أو المعدة

* ضيق في التنفس

* قشعريرة

* فقدان الشهية

* نقص الطاقة والتعب

* الإرتباك، وخاصة عند كبار السن

* صداع الرأس

 

تشخيص وعلاج الإلتهاب الرئوي :

الإلتهاب الرئوي

يعد الإلتهاب الرئوي مرضا شائعا جدا، ولكن قد يكون من الصعب تشخيصه في بعض الأحيان لأن الأعراض غالبا ما تكون مشابهة للإصابة بالبرد، وقالت دزيورا إنه لتشخيص الإلتهاب الرئوي، سيستخدم الطبيب السماعة للإستماع إلى صوت طقطقة في الرئتين عندما يتنفس المريض، ويمكن أن تظهر الأشعة السينية على الصدر مدى الإلتهاب في الرئتين، وقالت دزيورا إن المرضى قد يطالبون أيضا بعينة من البلغم (مزيج من اللعاب والمخاط) يتم فحصه لتحديد سلالة البكتيريا المسببة للإلتهاب الرئوي، مما يساعد الأطباء في العلاج بالمضادات الحيوية.

 

قالت دزيورا إنه في 50٪ على الأقل من الحالات، لا يمكن تحديد البكتيريا التي تسبب الإلتهاب الرئوي، ولذا، يعتمد المضاد الحيوي المعطى على أكثر الأسباب البكتيرية شيوعا للإلتهاب الرئوي، وقالت إن الأشخاص المصابين بالإلتهاب الرئوي الجرثومي يبدأون عادة في الشعور بالتحسن في غضون 48 ساعة بعد تلقي المضادات الحيوية، ولكن عادة ما يتم أخذ دورة المضادات الحيوية لمدة تتراوح من خمسة إلى 10 أيام، ومع ذلك، يمكن أن يستمر السعال الناجم عن الإلتهاب الرئوي لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد إنتهاء العلاج بسبب الإلتهاب المتبقي في الرئتين الذي يستغرق وقتا أطول ليهدأ.

 

لن تساعد المضادات الحيوية في علاج الإلتهاب الرئوي الفيروسي، وأعراضه مثل الحمى والسعال تعالج بالراحة والأسبرين وأدوية السعال وشرب الكثير من السوائل، ويوصي الخبراء أيضا بتشغيل جهاز ترطيب للحفاظ على رطوبة الهواء، مما يساعد على تخفيف البلغم الزائد في الرئتين والجيوب الأنفية.

 

بالنسبة لبعض كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل رئوية مزمنة أو ضعف جهاز المناعة، يمكن أن يصبح الإلتهاب الرئوي سريعا مهددا للحياة، وقد يعاني الأشخاص من مضاعفات خطيرة نتيجة للعدوى مثل صعوبة التنفس في كمية كافية من الأكسجين، وتراكم السوائل حول الرئتين، أو تعفن الدم، وهي حالة يوجد فيها التهاب غير منضبط في الجسم، مما قد يؤدي إلى فشل واسع في الأعضاء.

 

طرق تجنب الإصابة بالإلتهاب الرئوي :

الإلتهاب الرئوي

قالت دزيورا إن أحد مفاتيح منع إنتشار الإلتهاب الرئوي هو تجنب الإتصال الوثيق بالأشخاص المعروف أنهم مصابون بنزلات البرد والإنفلونزا، وتشمل الطرق الأخرى للوقاية من المرض ما يلي:

* التطعيم: يمكن أن يساعد اللقاح السنوي للإنفلونزا في الوقاية من الأنفلونزا وهو أيضا حماية جيدة ضد الإلتهاب الرئوي، وهناك أيضا لقاح لمنع الإلتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية، وهو الشكل الأكثر شيوعا للإلتهاب الرئوي البكتيري، ويوصى بهذا اللقاح للأطفال دون سن الثانية وكذلك للبالغين 65 سنة أو أكبر، وينصح أيضا بإستخدام اللقاح للأطفال والبالغين الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بالإلتهاب الرئوي لأن لديهم ظروفا صحية أخرى أو ضعفا في جهاز المناعة.

 

* الحفاظ على نظافة اليدين والسطوح: اغسل يديك بشكل متكرر بعد استخدام الحمام أو مسح أنفك أو تغيير الحفاضات أو تحضير الطعام أو قبل تناول الطعام، وتطهير الأسطح في كثير من الأحيان مثل الحنفيات ومقابض الأبواب، والهواتف، ولعب الأطفال، ومفاتيح الضوء.

 

* الإقلاع عن التدخين: مدخني السجائر معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالإلتهاب الرئوي لأن التبغ يضر بقدرة الرئتين على مكافحة العدوى، ولهذا السبب ينصح المدخنين بالحصول على لقاح المكورات الرئوية.

 

* الحفاظ على نظام مناعة قوي: يمكن أن يحمي تناول نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام والنوم الكافي من الإصابة بالمرض.

مواضيع مميزة :
loading