يمكن للقيء أن يشير إلى أي شيء، حيث يمكن أن يشير إلى حساسية الطفل ناحية الطعام أو إلى إلتهاب الزائدة الدودية، ويجب على الآباء والأمهات معرفة كيفية معرفة ما الذي يسبب ألم المعدة لدى الطفل وكيفية علاجه، ويمكن أن يكون القيء تجربة صادمة للطفل والوالدين على حد سواء حيث أن الأمهات تكون مستاءة وخائفة، وليس لديها فكرة عما إذا كان هذا مجرد خلل بسيط في المعدة أو شيء يستدعي استدعاء الطبيب.
وإن القيء لا يبعث على السعادة، إلا أنه يخدم غرضًا والتقيؤ يخفف الضغط أو يزيل السم في بعض الأوقات، وفي بعض الحالات يجعل التقيؤ طفلك يشعر بتحسن على الفور، وفي حالات أخرى، يعد القيء عرضًا واحدًا فقط من بين أعراض عديدة توفر أدلة قيمة على طبيعة مرض طفلك وهناك عوامل أخرى يجب النظر إليها مثل هل يعاني الطفل من الحمى أو من الإسهال أو من الجفاف، وسيساعدك دليل أعراض أمراض المعدة الشائعة وغير الشائعة في تمييز فيروس المعدة قصير العمر عن شيء أكثر خطورة وفيما يلي دليل أعراض القيء عند الأطفال:
قيء مع إسهال مع حمى خفيفة يمكن أن يعني إلتهاب المعدة والأمعاء، الذي يُطلق عليه غالبًا إنفلونزا المعدة، وهو واحد من أكثر أمراض المعدة شيوعًا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و24 شهرًا، على الرغم من أنه يصيب الأطفال من جميع الأعمار إلا أن غالبًا ما يكون إلتهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال الصغار ناتجًا عن الفيروسة العجلية الذي يسهل إلتقاطها من الأطفال الآخرين ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
في أتلانتا يصاب أربعة من كل خمسة أطفال بفيروس روتا بحلول سن الخامسة ويستمر الفيروس عادة من ثلاثة إلى خمسة أيام، وأفضل علاج لاضطراب من هذا النوع هو تجنب الشرب والأكل لبضع ساعات بعد توقف القيء، ثم استئناف السوائل والأطعمة ببطء، وبعد أن يتوقف طفلك عن التقيؤ، امنحه ملعقة صغيرة من الحليب أو العصير كل بضع دقائق لمدة ساعة تقريبًا ويجب أن تتصل بطبيبك إذا كان يعاني طفلك من الإسهال لمدة 12 ساعة، أو يظهر عليه علامات الجفاف كاللسان الجاف أو الشفتين أو لديه تبول ضئيل.
القيء المستمر بعد الرضاعة، وهذا يكون بسبب وجود سماكة في عضلة الصمام بين المعدة والأمعاء الدقيقة ويصبح الصمام، عادة بعرض ربع عرض قلم رصاص صغير جدًا بحيث لا تتمكن محتويات المعدة من المرور عبره وغالبًا ما يتم تشخيص تضيق البواب في الأطفال الذكور البكر في سن 3 إلى 8 أسابيع، ولكن يمكن أن يحدث عند الرضع أيضًا وقد يعاني الطفل أيضًا من القيء المقذوف، وإذا تقيأ طفلك حديث الولادة بعد كل إطعام ليوم أو يومين، فاتصل بطبيب الأطفال وبمجرد التشخيص، يمكن تصحيح الحالة بجراحة بسيطة لتوسيع فتحة العضلات ويمكن للرضع العودة إلى منازلهم عادةً خلال يومين.
القيء والطفح الجلدي، فإذا تقيأ طفلك مرارًا وتكرارًا بعد تناول الطعام وكان لديه أيضًا طفح جلدي حول فمه، أو على رقبته، أو خلف ركبتيه، أو مرفقيه ملتويين، فقد يكون لديه حساسية من الصيغة أو الحليب الذي يشربه الرضيع، أو الأطعمة الشائعة الأخرى مثل الفراولة أو الشوكولاتة أو الفول السوداني، و لتقليل مخاطر الحساسية، أدخل الأطعمة وفقًا لتوصيات طبيب الأطفال وجدوله الزمني وينصح العديد من الأطباء بالانتظار حتى يبلغ طفلك 6 أشهر لتقديم المواد الصلبة و12 شهرًا قبل إضافة حليب البقر إلى القائمة.
قيء مع دم يمكن أن يجعل طفلك يعاني ببساطة من خلل في المعدة وأوعية دموية مكسورة، أو يمكن أن يكون تمزقًا في الأنسجة من المعدة بسبب قوة القيء وفي حالات نادرة، قد يكون سببها نزيف قرح ناتج عن بكتيريا أو من الأدوية المضادة للإلتهابات غير الستيرويدية مثل الأسبرين أو الأدوية الشبيهة بالأسبرين، ويجب أن تتصل بطبيب الأطفال على الفور في أي وقت يتقيأ فيه طفلك الدم ولا تعطي الأسبرين للأطفال أو المراهقين فإلى جانب زيادة خطر الإصابة بقرحة النزيف، يزيد الأسبرين من احتمال إصابة طفلك بمتلازمة راي، وهو اضطراب تورم دماغي خطير.
قيء أصفر مائل على اللون الأخضر، وهذا يعني أن طفلك يتقيأ الصفراء، التي يفرزها الكبد مما قد يشير إلى انسداد معوي بسبب عيب خلقي، أو انسداد العقي، أو الأمعاء الملتوية وغالبًا ما يتم تشخيص انسداد العقي والإلتهاب خلال الشهر الأول من الولادة، وغالبًا ما تكون الجراحة ضرورية لتصحيح هذه المشكلة.
القيء المتكرر بدون سبب واضح، فمتلازمة القيء الدوري تصيب 1 إلى 2 % من الأطفال في سن المدرسة ومع هذا الإضطراب في الأمعاء الدماغية يعاني الأطفال من فترة قيء شديدة تستمر من عدة ساعات إلى عدة أيام بعد ذلك بأسابيع أو أشهر ومتلازمة القيء الدوري ليست شائعة مثل مرض المعدة الفيروسي، ولكنها غالبًا ما تخطئ في أنها واحدة، فإذا كان طفلك يعاني من نوبات قيء متكررة، فيجب أن تحتفظ بسجل، مع ملاحظة المدة التي تستغرقها ومتى يعود وإذا اكتشفت نمطًا، أخبر طبيب الأطفال الخاص بك ويمكن لمجموعة متنوعة من الأدوية السيطرة، على الرغم من عدم علاجها.
قيء مع حمى مع صرخة خارقة مع الأطفال أو تصلب في الرقبة مع الأطفال الأكبر سنًا، وهذا ما يسمي بإلتهاب السحايا الجرثومي، وهو عدوى خطيرة في الدماغ، ولحسن الحظ منذ تطوير لقاح الخاص بهذا المرض فقد قل الإصابة به واصبح نادرًا ما نشاهد إلتهاب السحايا، مقارنة بـ 10 إلى 15 عامًا مضت، وقد تشمل أعراض إلتهاب السحايا عند الأطفال الأكبر سنًا الصداع وتيبس الرقبة والأرتباك لذا يجب أن تتصل بطبيب الأطفال على الفور إذا كان طفلك يتقيأ، أو يعاني من الحمى، أو سريع الإنفعال، أو إذا كان طفلك الأكبر يتقيأ ويشكو من تصلب في الرقبة أو يبدو مصابًا بالدوار والأرتباك.
القيء مع آلام شديدة في البطن، مع هذا النوع من القيء قد يكون طفلك مصابًا بإلتهاب الزائدة الدودية وهو إلتهاب في العضو الصغير على شكل إصبع متصل بالأمعاء الغليظة وهو أكثر شيوعًا في الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات وفي البداية، قد تشعر بألم خفيف ومستمر حول زر البطن، وعادة ما لا يكون الألم شديدًا جدًا في البداية، ولكن بعد ساعات من ذلك سوف ينتقل إلى الجانب الأيمن السفلي من بطنها ويزداد حدة مع تضخم الزائدة المصابة وإذا تمزقت فقد يشعر طفلك بتحسن بسبب زوال الضغط المؤلم.
وبعد من ست إلى ثماني ساعات من التمزق، ستشعر بالمرض مرة أخرى مع انتشار السموم في جميع أنحاء تجويف البطن ونادرا ما تكون الزائدة الممزقة قاتلة، ولكنها خطيرة لذا إذا كنت تشك في وجود تمزق، فيجب أن تحصل على رعاية طبية على الفور، ويجب أن تتصل بطبيبك إذا كان طفلك يتقيأ لعدة ساعات ويشكو من آلام في المعدة، خاصة حول مركز البطن أو في الجانب الأيمن السفلي من بطنه وإذا تم تشخيص إصابته بإلتهاب الزائدة الدودية، فستحتاج إلى إزالة الزائدة الدودية على الفور.