هناك العديد من الأخبار عن هرم عمره 4600 عام أو "جزيرة هرمية"، يُعتقد أنها اكتشفت في جزيرة يونانية في بحر إيجه، ولقد تبين أن ما أشارت إليه هذه التقارير الإخبارية بأنه هرم لم يكن مثل هرم الجيزة العظيم الآخر، بل أنه جزيرة صغيرة، وفق ما قاله الباحثون الذين استكشفوا الموقع، وتحدثنا مع هؤلاء الخبراء وحصلنا على مجموعة من الصور والوثائق التي تتضمن تفاصيل الحفريات ووجدنا أنه على الرغم من أن الموقع ليس هرمًا حقًا، إلا أنه أدى إلى العديد من الإكتشافات المثيرة للاهتمام.
تقع هذه الجزيرة الصغيرة التي تسمى داسكاليو، على بعد حوالي 90 مترًا إلى الغرب من جزيرة كيروس، وقال الباحثون إنه عندما كانت داسكاليو تتشكل قبل 4600 عام، كانت مستويات البحر أقل، وكانت الجزيرة جزءًا من كيروس، وداس كاليو هو شكل طبيعي مثل الهرم، بالإضافة إلى ذلك، بنى الناس القدماء سلسلة من الجدران في الجزيرة، مما يجعلها تبدو وكأنها هرم.
وتأتي الجزيرة بشكل هرمي بشكل طبيعي، لكن لا ينبغي للمرء أن يشير إلى الجزيرة باعتبارها هرمًا فهذا الهرم هو هرم صناعي تمامًا، وفي داسكاليو، وجد الباحثين سلسلة من المباني والسلالم والجدران ونظام الصرف الصحي وهذا دليل على وجود مستوطنات حضرية معقدة، وتم صُنع الكثير من الهياكل من الرخام الذي تم استيراده من جزيرة تدعى ناكسوس، على بعد حوالي 6 أميال (10 كيلومترات) من داس كاليو.
عثر علماء الآثار أيضًا على قوالب تم استخدامها لإنشاء مجموعة متنوعة من الأدوات المعدنية، بما في ذلك المحاور والأزاميل ورؤوس الحربة والخناجر، ووجدوا أيضًا خبثًا نحاسيًا من الصهر على الأواني الفخارية.
الحرم القديم :
وقال علماء الآثار أن المستوطنة في داسكاليو تقع بالقرب من ملاذ ازدهر في نفس الوقت وعلى ضفاف كيروس، التي كانت مرتبطة بدسكاليو، وجد علماء الآثار مجموعة من التماثيل الرخامية المكسورة والتماثيل والفخار، وتُظهر بعض التماثيل صورًا لأشخاص يحملون أسلحة متقاطعة ويعتقد علماء الآثار أن هذه الأشياء تم تصنيعها وكسرها عمداً على جزر أخرى قبل نقلها إلى كيروس وترسبها بالقرب من الحرم.
ويحاول الباحثون معرفة المزيد عن طقوس التمثال هذه، وليس لدي علماء الآثار دليل على الإطلاق على وجود آلهة في الحرم، لذا فمن الأفضل التفكير في الممارسات الطقسية الموجهة نحو شئ خارق للطبيعة، وأن تتصور هذا على نطاق أوسع، وكذلك على المجتمع الأوسع، وقال الباحثون إن المستوطنة في داسكاليو والملاذ المجاور يبدو أنها قيد الاستخدام منذ حوالي 400 عام قبل أن يتم التخلي عنها، لكن من الذي عاش بالضبط في دسكاليو لا يزال لغزا.
وتم شغل الموقع لأكثر من 400 عام، ومن المؤكد أنهم سيعرفون من كان يعيش هناك مع مرور الوقت، ولكن بشكل أساسي، في الوقت الحالي، يركز علماء الآثار على تلك الأنشطة الحرفية المكثفة [تصنيع الأدوات المعدنية] في الموقع المحيط من عامي 2600-2500 قبل الميلاد.