منذ مليون عام، كان أجدادنا القدامى يتجولون للصيد ويأكلون بعضهم بعضًا لأن أكل لحوم البشر كان إستراتيجية مربحة للغاية للبقاء، على حد قول العلماء، وأسلافنا الهومو هم بدون شك نوع مثير للجدل من البشر الذين عاشوا في أوروبا الغربية في العصر الحجري القديم السفلى، منذ حوالي من 1.2 مليون إلى 800000 سنة، ولكنه مازال أمر قابل للنقاش حينما يسقط أسلاف الهومو على شجرة العائلة البشرية، لكن مكتشفوه يقترحون أن يكونوا في مكان ما هومو عاقل وهومو غير عاقل بحجة أنه قد يكون الأفضل مرشح للسلف المشترك من البشر البدائيون هم سلالة الهومو العاقل.
وكشفت دراسة جديدة أن قريبًا بشريًا قديمًا اسمه الهومو يفضل تناول الحيوانات الأخرى ومنذ حوالي 900000 عام في ما يعرف الآن بإسبانيا، إصطاد الإنسان البشري النسبي من هومو وأكل الآخرين من هذا النوع، تاركًا وراءه أقدم دليل معروف على أكل لحوم البشر، ويشير التحليل الجديد لهذه البقايا القديمة إلى أن هؤلاء البشر هم أكلة لحوم البشر لأن اللحم البشري كان مغذيًا وأن البشر كانوا أهدافًا أسهل من الأنواع الأخرى من الفرائس الكبيرة.
هناك عدة أسباب لكون الهومو أكلي لحوم البشر، وتتراوح هذه الأسباب من الطقوس الإجتماعية والثقافية إلى البقاء البسيط، وكانت الإستراتيجية التي يستخدمونها هي البحث عن الحيوانات، وعندما كانت تواجههم عدة خيارات، كانوا يحسبون ما يوفر أكثر فائدة بأقل تكلفة، من ناحية الطاقة.
وأفاد باحثون في دراسة جديدة أن عظام سبعة أفراد في الموقع الأثري الأسباني غران دولينا قد أظهروا علامات مميزة على أنهم قد تم تفكيكهم ووجدوا علامات الأسنان البشرية وعلامات القطع والكسور لفض النخاع، وتم خلط هذه العظام مع عظام تمثل تسعة أنواع أخرى من الثدييات ووجدوا 22 فردًا تم ذبحهم وتناولهم.
ولكن على ما يبدو أن إنسان هومو البدائي كان لديه الكثير من الفرائس للاختيار من بينها، فلماذا كان البشر في القائمة لديه، لإكتشاف ذلك، استخدم الباحثون طرازات الكمبيوتر لحساب عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الهومو يوميًا، بعد ذلك، وقدّروا العوائد من السعرات الحرارية لمختلف الحيوانات بما في ذلك البشر والطاقة التي كانت لازمة لإمساكهم، ولقد تكهن العلماء بأن صياد الهومو سيختار فرائسه على أساس التوازن وسيستهلك معظم السعرات الحرارية بأقل جهد ممكن.
عد السعرات الحرارية :
أظهرت الدراسات السابقة أنه على الرغم من أن البشر قدموا وجبة مغذية بشكل معتدل، إلا أن هناك حيوانات أخرى كانت تحتوي على سعرات حرارية أكثر بكثير لكل لدغة، حسبما ذكر العلماء ولكن إذا كان على الصيادين أن ينفقوا طاقة أقل للقبض على الفرائس البشرية، فإنهم سيستفيدون حتى لو كان عدد السعرات الحرارية في اللحم البشري أقل، وفقاً للدراسة.
ووجد الباحثون أنه على الرغم من أن العظام البشرية كانت الأكثر تمثيلا، فإنها تمثل أقل من 13 ٪ من متطلبات السعرات الحرارية للصيادين على عكس وحيد القرن والغزلان والخيول الذين كانوا يأتون بتكلفة عالية للغاية للطاقة.
وفي النهاية تظهر تحليلاتنا أن أسلاف هومو، مثل أي حيوان مفترس، اختار فريسته وفقًا لمبدأ تحسين التوازن بين التكلفة والفائدة، وبالنظر إلى هذا التوازن فقط، كان البشر من نوع الفرائسرفيع المستوى، وهذا يعني أنه، بالمقارنة مع الفرائس الأخرى، يمكن الحصول على الكثير من الطعام من البشر بتكلفة منخفضة.