يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

كيف كانت الديناصورات ذكية ؟

قام غاري لارسون بصياغة القضية بشكل أفضل في رسم كاريكاتوري مشهور، حيث تخاطب الديناصورات ستيجوصورص خلف المنصة جمهور من زملائها الديناصورات قائلة، إن الصورة كئيبة جدا أيها السادة فمناخ العالم يتغير، والثدييات تتولى، ولدينا جميعا عقل بحجم الجوز.

 

على مدار أكثر من قرن، لخص هذا الإقتباس إلى حد كبير الآراء الشائعة حول ذكاء الديناصورات، ولم يكن من المفيد أن يكون أحد أقدم الديناصورات التي تم اكتشافها وتصنيفها هي الديناصورات ستيجوصورص في عام 1877 التي تمتلك مخا صغيرا على نحو غير عادي بحجم الجوز، نعم (كانت المخ صغيرا جدا، في الواقع، تكهن علماء الحفريات ذات مرة أن الديناصورات ستيجوصورص كانت لديها مخ تكميلي في الجزء الخلفي، كما أنه لم يساعد في إنقراض الديناصورات محوها بسبب المجاعة ودرجات الحرارة المتجمدة في أعقاب الانقراض في العصر الطباشيري الثلاثي قبل 65 مليون سنة، ولو كانوا فقط أكثر ذكاء، نود أن نفكر، قد يجد بعضها طريقة للبقاء على قيد الحياة، ولذلك علينا أن نعرف كم هو مقياس الذكاء لدى الديناصورات؟ وهل هي تكافيء مقياس الذكاء لدى البشر؟ وهل تستطيع الديناصورات أن تطور من ذكائها؟

 

 

مقياس الذكاء لدى الديناصورات :

الديناصورات

نظرا لعدم وجود طريقة للعودة في الزمن ومنح الديناصورات إيجواندون إختبار الذكاء، فقد طور علماء الطبيعة وسيلة غير مباشرة لتقييم ذكاء الحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات وغيرها (وكذلك الكائنات الحية)، ويقيس التخطيط الكهربائي للدماغ حجم دماغ المخلوق مقابل حجم باقي جسمه، وتقارن هذه النسبة مع تلك الخاصة بأنواع أخرى من نفس الحجم تقريبا.

 

جزء مما يجعلنا بشرا أذكياء هو الحجم الهائل لأدمغتنا مقارنة بأجسامنا، ويقيس مقياس الذكاء الخاص بنا مؤشر عاليا حوالي 5، وقد لا يبدو هذا العدد كبيرا، لذلك دعونا نلقي نظرة على مقياس الذكاء لبعض الثدييات الأخرى على هذا النطاق، يبلغ مقياس الذكاء لدى النو ثيتل الإفريقي ذو رأس الثور 0.68، والأفيال الأفريقية 0.63، والأبوسوم 0.39 كما قد تتوقع، فإن القرود لديها مؤشر أعلى حوالي 1.5 لقرود كلوبوس الحمراء ، وحوالي 2.5 لقرود كابوشي، والدلافين هي الحيوانات الوحيدة على هذا التي لديها مؤشر مكافئ لذلك الموجود في البشر، وتأتي الدلافين ذو الأنف الزجاجية عند 3.6.

 

الديناصورات

كما قد تتوقع، مؤشر مقياس الذكاء لدى الديناصورات (استنادا إلى تحليل بقاياه الأحفورية) يمتد عبر الطرف السفلي من الطيف، ويصل مؤشر الذكاء لدى الديناصورات ترايسيراتوبس حوالي 0.11 على مقياس مقياس الذكاء، وكان هو المتفوق بالمقارنة مع الصربوديات الثقيلة مثل الديناصورات براتشيوصورص، والتي لا تقترب حتى من الوصول إلى 0.1، ومع ذلك، فإن بعض الديناصورات السريعة ذات الأرجل المزدوجة في عصر الدهر الوسيط سجلت درجاتا عالية نسبيا من مقياس الذكاء، وليست ذكية تماما مثل النو ثيتل الإفريقي ذو رأس الثور الحديث، ولكن ليس بهذا الغباء أيضا.

 

 

كيف كانت الديناصورات آكلة اللحوم ذكية ؟

الديناصورات

أحد الجوانب الأكثر تعقيدا في الذكاء الحيواني هو أنه، كقاعدة عامة، يجب أن يكون المخلوق فقط ذكيا بما يكفي للإزدهار في نظامه البيئي المعطى وتجنب تناوله، ونظرا لأن الديناصورات من الصربوديات والتيتانوصورات التي تأكل النباتات كانت غبية جدا، فإن الحيوانات المفترسة التي تتغذى عليها تحتاج فقط إلى أن تكون أكثر ذكاء، ويمكن أن تعزى معظم الزيادة النسبية في حجم مخ تلك اليناصورات آكلة اللحوم إلى حاجتها إلى رائحة أفضل ورؤية أفضل مع التنسيق العضلي، فهي أدواتهم للصيد (لهذه المسألة، يمكن القول أن السبب في أن الصوربوديات كانت غبية جدا لأنهم فقط يجب أن يكونوا أكثر ذكاء من السراخس العملاقة التي يناولوها).

 

ومع ذلك، من الممكن تأرجح البندول في الاتجاه الآخر والمبالغة في ذكاء الديناصورات آكلة اللحوم، على سبيل المثال، يعد الديناصورات فيلوسيرابتور في حديقة الديناصورات وعالم الديناصورات، اللذان يفتحا مقابض الأبواب، بمثابة خيال كامل، وإذا قابلت فيلوسيرابتور اليوم، فمن المحتمل أن تفاجئك بأنها أغبى قليلا (على الرغم من كونها أكثر خطورة) من الدجاج، ومن المؤكد أنك لن تكون قادرا على تعليمها حيلا، نظرًا لأن مؤشر الذكاء لديها سيكون بترتيب يقل عن مؤشر ذكاء كلب أو قطة (هذا جزء من السبب الذي يجعل الديناصورات كقاعدة عامة لن تكون حيوانات أليفة جيدة جدا).

 

 

هل تستطيع الديناصورات أن تطور من ذكائها ؟

الديناصورات

من السهل، من وجهة نظرنا الحالية، أن نسخر من الديناصورات التي لديها عقل بحجم الجوز والتي عاشت عشرات الملايين من السنين، ومع ذلك، ويجب أن تضع في اعتبارك أن البشر الأوائل قبل خمسة أو ستة ملايين سنة لم يكونوا آينشتاين بالضبط، على الرغم من أنه، كما ذكر أعلاه، كانوا أكثر ذكاء من الثدييات الأخرى في النظم البيئية للسافانا، وبعبارة أخرى إذا تمكنت من نقل إنسان بدائي يبلغ من العمر خمس سنوات من البشر البدائيون إلى يومنا هذا، فربما لن تنجح بشكل جيد في ترويض هذا الطفل.

 

هذا يطرح السؤال التالي، ماذا لو أن بعض الديناصورات على الأقل نجت من انقراض العصر الطباشيري الثالث قبل 65 مليون عام؟ دايل راسل، القيم الفني لمحفوظات الفقاريات في المتحف الوطني بكندا، تسبب ذات مرة في ضجة بتكهناته بأن الديناصورات ترودون - وهي ديناصورات من الثيروبودات بحجم الإنسان مكافيء في الذكاء لحيوان الأبوسوم، وربما يكون في النهاية قد يستطيع أن يتطور لذكاء البشر إذا كان قد ترك ليتطور لبضعة ملايين سنة أخرى، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن راسل لم يقترح هذا كنظرية جدية، والتي ستكون بمثابة خيبة أمل لأولئك الذين مازالوا يعتقدون أن الديناصورات الريبتويدات الذكية تعيش بيننا.

مواضيع مميزة :
loading