هناك بعض الخطوات الهامة التي دفعت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي إلى حافة الحرب النووية في عام 1962، فقد كانت أزمة الصواريخ الكوبية من بين أكثر الأحداث رعبا في الحرب الباردة، وجلبت المواجهة التي استمرت 13 يومًا القوى العظمى في العالم إلى شفا الحرب النووية.
وفي خريف عام 1962، طالبت الولايات المتحدة السوفييت بوقف بناء قواعد الصواريخ المكتشفة حديثًا في كوبا الشيوعية، على بعد 90 ميلًا فقط من الشواطئ الأمريكية، وتعهد رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف في عام 1960 بالدفاع عن كوبا وافترض أن الولايات المتحدة لن تحاول منع تركيب صواريخ باليستية متوسطة المدى في الدولة الشيوعية الكاريبية.
وما تلا ذلك كان مواجهة متوترة بشكل شبه حصري على أعلى المستويات، وقام كل من الرئيس الأمريكي جون كينيدي وخروشوف وحفنة من كبار مساعديه بكل المفاوضات، مع القليل من المدخلات من بيروقراطيات السياسة الخارجية لأي من البلدين، وكانت الأزمة تعج بسوء الفهم والتهديدات والحسابات الخاطئة، لكنها كانت منتشرة في النهاية، واليوم سنلقي نظرة على التسلسل الزمني للحظات الأساسية في هذه الأزمة.
14 أكتوبر 1962 :
طائرة تجسس أمريكية من طراز U-2 كان يقودها الرائد ريتشارد هيسر وكانت تلتقط مئات الصور للمنشآت التي بنيت حديثًا في الريف الكوبي، كما يتذكر هيسر بعد سنوات في مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، بأن كان ينظر إليه على أنه الرجل الذي بدأ الحرب.
15 أكتوبر 1962 :
كشف محللين وكالة المخابرات المركزية عن قاذفات وصواريخ وشاحنات نقل تشير إلى أن السوفييت يبنون مواقع لإطلاق صواريخ قادرة على ضرب أهداف في جميع أنحاء الولايات المتحدة تقريبًا، وفقًا لمقال نشره عام 2013 بيتر كورنبلوه، كبير المحللين والخبير في شؤون كوبا في ذا ناشيونال في الأرشيف الأمنيفي واشنطن.
16 أكتوبر 1962 :
إلتقى الرئيس جون كينيدي بفريق من المستشارين المعروفين باسم اكس كوم لمناقشة كيفية الرد على تهديد الصواريخ، ويقدم وزير الدفاع روبرت ماكنمارا إلى جون كنيدي ثلاثة خيارا، الدبلوماسية مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ورئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف، وحجر صحي في كوبا، وهجوم جوي لتدمير مواقع الصواريخ، والتي قد تقتل الآلاف من أفراد الإتحاد السوفيتي وتؤدي إلى مقتل السوفيتي الهجوم المضاد على هدف مثل برلين، ورفض كينيدي الهجوم، وفضل فرض الحجر الصحي على تخصيص الوقت للتفاوض على انسحاب الصواريخ، وحذر جون كنيدي ومستشاريه من أن يطلقوا عليه اسم الحجر الصحي لأن الحصار يعتبر عملا حربيا.
22 أكتوبر 1962 :
في خطاب تلفزيوني مدته 18 دقيقة، صدمت جي أف كي الأمريكية الكثير من خلال الكشف عن "أدلة لا لبس فيها" على تهديد الصواريخ، وأعلنت أن الولايات المتحدة ستمنع السفن التي تحمل أسلحة للوصول إلى كوبا، بينما تطالب السوفييت بسحب صواريخهم، وفى الوقت نفسه سفير الولايات المتحدة لدى الإتحاد السوفيتي فوي كولر كان يسلم رسالة من جون كنيدي إلى خروتشوف وكان يكتب كينيدي فيها : "الشيء الوحيد الذي أثار اهتمامي الأكبر هو احتمال ألا تفهم حكومتك بشكل صحيح إرادة وتصميم الولايات المتحدة في أي موقف معين، لأنني لم أفترض أنك أو أي رجل عاقل آخر، في هذا العصر النووي، أغرق العالم عن عمد في الحرب التي من الواضح أنها لا يمكن لأي بلد الفوز بها والتي يمكن أن تؤدي فقط إلى عواقب وخيمة على العالم بأسره، بما في ذلك المعتدي".
23 أكتوبر 1962 :
خروتشوف كتب في جي اف كي، أن السوفييت قاموا بإزالة الصواريخ التي يصر عليها الزعيم السوفيتي "وتهدف فقط لأغراض دفاعية"، وكينيدي كتب مذكرات بصراحة أن خروتشوف هو الذي بدأ الأزمة عن طريق إرسال صواريخ سرا إلى كوبا، وبينما كان يشرح السفير الأمريكي أدلاي ستيفنسون الأمر لمجلس الأمن الدولي، إنتقلت السفن الأمريكية بالفعل إلى مواقعها في المياه المحيطة بكوبا وانتقلت الغواصات السوفيتية بشكل مهدد إلى منطقة البحر الكاريبي أيضًا، كما لو كانت قد حاولت كسر الحصار لكن شركات الشحن السوفيتية التي تحمل الإمدادات العسكرية المتجهة إلى كوبا توقفت في مساراتها.
24 أكتوبر 1962 :
خروتشوف يرسل ساخطا بريد إلكتروني إلى كينيدي، متهما إياه بتهديد الإتحاد السوفييتي قائلا، "أنت لم تعد جذابا للعقل، ولكنك ترغب فقط في تخويفنا".
25 أكتوبر 1962 :
ذهبت ناقلات الأسلحة السوفيتية إلى أوروبا، لكن ناقلة النفط بوخارست اقتربت من منطقة الحجر الصحي الأمريكية، المتجهة مباشرة إلى كوبا، وتستعد سفينتان حربيتان أمريكيتان، يو إس إس إسكس وجي إس إس جيرينج لاعتراضها، وهذا الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى الحرب، وبدلاً من ذلك قرر كينيدي السماح لبوخارست بالحصول على الحجر الصحي، لأنه لا يحمل أي مواد مهربة.
26 أكتوبر 1962 :
يرسل كاسترو خطابًا إلى خروتشوف يحثه على شن ضربة نووية أولى ضد الولايات المتحدة، والتي يتجاهلها الزعيم السوفيتي، وبدلاً من ذلك، يرسل خروتشوف خطابًا إلى الرئيس كينيدي، والذي يناشد فيه الرئيس الأمريكي العمل معه لتهدئة الصراع والتأكد من أنهم "لم يهلكوا العالم من كارثة الحرب النووية الحرارية"، وكانت هذه الرسالة لحظة مهمة في الأزمة، وشملت مخاطر سياسية من كلا الجانبين - على خروتشوف لجعل هذا الأمر جاذبية عاطفية للرئيس الأمريكي، مجازفا بظهور الضعف، ولكي يقبل كينيدي شعور رئيس الوزراء السوفيتي بأنه حقيقي خاطر بمظهر السذاجة هذا.
27 أكتوبر 1962 :
تم إسقاط الرائد رودولف أندرسون، قائد فريق يو -2، وقُتل في كوبا والحرب بدت وشيكة، ويقول مساعد وزير الدفاع بول نيتز: "لقد أطلقوا الرصاصة الأولى"، ولاحظ الرئيس جون كينيدي قائلا "نحن الآن في لعبة كرة جديدة تمامًا"، ولكن خروتشوف قد أعطى الأمر بإسقاط طائرة أندرسون، ودفع الحادث كلا الزعيمين إلى إدراك أن الوضع يتصاعد بشكل خطير، وفي نفس اليوم، أرسل خروتشوف خطابًا آخر إلى كينيدي، يطلب فيه من الولايات المتحدة سحب الصواريخ من تركيا كجزء من الصفقة، ورد جون كنيدي على ذلك بتقديم وعد بعدم مهاجمة كوبا بعد إنسحاب الروس.
وفي ذلك المساء، إلتقى المدعي العام روبرت كينيدي، شقيق جون كنيدي، بالسفير السوفيتي أناتولي دوبرينين، وقال إن الولايات المتحدة تخطط بالفعل لإزالة صواريخها من تركيا، لكنها لم تستطع قول ذلك علانية، ورأي ستارد بلانشيت هذه اللحظة التي تراجعت فيها الدولتان عن شفا الحرب.
28 أكتوبر 1962 :
اعترف خروتشوف، وكتب رسالة مفتوحة إلى كينيدي يقول فيها إن الصواريخ السوفيتية سيتم تفكيكها وإزالتها من كوبا، وصور البيت الأبيض لحظة قرار كينيدي بالانسحاب كنتيجة لموقف الرئيس المتشدد في مواجهة العدوان السوفيتي، وفي الواقع كان حل الأزمة يرجع إلى إلتزام الرئيس الأمريكي بالتفاوض وإيجاد أرضية مشتركة في عالم نووي خطير.