البرمائيات مهمة للبشر أكثر مما نميل إلى إدراكه، ولقد إنخفض عدد الأنواع البرمائية في جميع أنحاء العالم بمعدل سريع بشكل لا يصدق في العقود الأخيرة، وهذا الإنخفاض يمثل تهديدا خطيرا، ولقد تراجعت مئات الأنواع من البرمائيات واختفت في العقود القليلة الماضية، مما يجعلها من أكثر الضحايا تضررا من خطر الإنقراض الجماعي الأوسع الذي يمحو العديد من أنواع الحياة البرية.
وهذه الإنقراضات ناتجة عن العديد من العوامل، بما في ذلك مبيدات الأعشاب، وفقدان الموائل، والأنواع الغازية والتلوث العام ولكن الكثير من المشاكل يرجع إلى الفطريات وحيدة الخلية تسبب هذه الفطريات مرضا يسمى داء الكيتريوميومايس، الذي يسبب في نفوق جماعي للضفادع والعلجوم والسمندل على مدار الخمسين عاما الماضية.
وفقا لدراسة كبيرة نشرت في 29 مارس في مجلة ساينس العلمية، فإن مرض الكيتريوما هو المسؤول الآن عن أكبر فقدان مسجل للتنوع البيولوجي يعزى إلى مرض ما، وتمثل الدراسة التي أجراها فريق من 41 عالما أول تحليل عالمي لتفشي المرض، وتكشف أن المرض دفع أكثر من 500 من البرمائيات نحو الإنقراض، وهو ما يمثل 6.5 % من جميع أنواع البرمائيات المعروفة، وما لا يقل عن 90 من هذه الأنواع مؤكدة أو يفترض أنها إنقرضت في البرية، في حين أن جميع الأنواع الأخرى انخفضت بنسبة تزيد على 90 %.
من المحتمل أن تكون الفطريات وحيدة الخلية التي تسبب داء الكيتريوميومايس نشأت في شرق آسيا، وفقا لدراسة أجريت عام 2018 ، ومن المحتمل أن يساعد في انتشارها البشر، ونظرا لأن المزيد من الناس لا يسافرون حول العالم فحسب، بل ينقلون أيضا المزيد من النباتات والحيوانات في جميع أنحاء الكوكب، فإن هذه الفطريات تتمتع بفرص متزايدة لمهاجمة مجموعات من البرمائيات الجديدة.
أهمية البرمائيات :
أزمة إنقراض الكثير من البرمائيات مهمة لعدة أسباب، ليس فقط فقدنا لبعض الأنواع المدهشة حقا من البرمائيات، كما يخبر شيل بي بي سي، ولكن هذه الخسائر تشكل تهديدا متزايدا لأكثر من مجرد البرمائيات، ويمكن أن يؤدي الإنخفاض الكبير في تنوع البرمائيات إلى إنخفاض كبير في صحة واستدامة النظم الإيكولوجية ككل، والنظام البيئي المتدهور يعني تدهور نوعية حياة الإنسان، ويمكن أن تساعدنا البرمائيات بعدة طرق من تقييم الصحة العامة لنظمنا البيئية إلى مكافحة الآفات وترشيح المياه والبحث الطبي.
واحدة من أعظم مساهمات البرمائيات هي دورهم كمؤشرات حيوية، وعلامات تسمح للعلماء بتحديد الحاجة إلى الفحص البيولوجي بوضوح، وذكرت بعض التقارير عن البرمائيات أنه بسبب جلدها الرقيق بشكل لا يصدق، فإن البرمائيات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
إذا كانت المنطقة بها عدد كبير من البرمائيات التي تظهر عليها علامات المرض، فمن الواضح أن المنطقة ليست صحية كما ينبغي، ويتابع العلماء صحة البرمائيات لتحديد المواقع التي تعاني من العوامل البيئية السلبية، ومن خلال مراقبة هذه العوامل، يمكن للعلماء تحديد المجالات التي تتطلب الإهتمام وأين يجب عليهم إجراء دراساتهم، وبالإضافة إلى ذلك، تعد البرمائيات جزءا لا يتجزأ من دائرة الحياة، حيث أنها تستهلك الكثير من البعوض والحشرات الأخرى بينما تستهلك أيضا كفريسة للحيوانات الكبيرة.
بسبب شهية البرمائيات للبعوض، فهي قادرة على المساعدة في الحد من إنتشار الأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا، ويمكن أن يساعد الحفاظ على مجموعات الحشرات في الحماية أيضا على حماية المحاصيل التي قد يتم تدميرها بواسطة الآفات، وتشير سفينة البرمائيات إلى أن المناطق التي حدث فيها إنخفاض كبير في البرمائيات، ارتفع عدد الحشرات التي تشكل تهديدات مرتبطة بالمرض أو المحاصيل.
وجدت دراسة أجريت عام 2014 أنه على الرغم من أن الكثير من الأسماك تأكل البعوض، فإن السمندل مفيد في تقليل تجمعات البعوض في الأراضي الرطبة سريعة الزوال حيث لا تستطيع الأسماك البقاء على قيد الحياة، وقد وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2014 أن السمندل، بفضل مذاقه للحشرات التي تمضغ الأوراق في أرض الغابات يمكن أن يساعد في مكافحة تغير المناخ، وتقدم البرمائيات أيضا مساهمات مهمة للحفاظ على مياهنا نظيفة، على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الضفادع الصغيرة في الحفاظ على المياه النظيفة عن طريق التغذية على الطحالب التي من شأنها أن تتسبب في حدوث تلوث في حالة تركها دون حل.
فوائد البرمائيات الطبية :
يمكن تعديل المركبات الكيميائية المخفية من جلد الضفادع قليلا للمساعدة في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض مثل مرض الزهايمر والسرطان، ويمكن أن تكون المركبات الكيميائية مفيدة أيضا في علاج إضطرابات الإكتئاب والنوبات، وقد تكون فعالة كمحفز لضحايا الأزمة القلبية، ويمتلك ضفدع الشجرة ذو العين الحمراء الأسترالي وأقاربه مركبات كيميائية يمكن استخدامها للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.
وبسبب المركبات الكيميائية العضوية الموجودة داخل الضفادع نحن قادرون على إحراز تقدم في الطب الذي قد يكون مستحيلا، وتعمل البرمائيات على توسيع قدراتنا البحثية من خلال السماح لنا بمعرفة المزيد عن أجسادنا وبيئتنا، مما يتيح لنا الوسائل اللآزمة للحفاظ على العديد من جوانب الحياة البشرية والعالم الذي نعيش فيه.
