هل حقا تشرب الثعابين الماء؟ بإستثناء دب الماء المجهري، أنت تحتاج إلى الماء من أجل البقاء، وبالنسبة للعديد من المخلوقات هذا يعني لعق أو شرب الماء عن طريق الفم، وأما الآخرون مثل الذين يعيشون في البيئات الصحراوية فيحصلون علي الماء من الطعام الذي يتناولونه أو بالاعتماد على تكيفات أخرى، مثل تراكم الرطوبة على أجسامهم، والثعابين لديها تكيف خاص بهم كذلك حيث تفتح أفواهها وتنقع فقط في الماء، وهذه طبيعة رائعة عندما تفعل ذلك.
الثعابين لا تلعق الماء بألسنتها، فسيكون من الصعب جدا القيام بذلك، مع الأخذ في الإعتبار أن الثعابين لا تفتح أفواهها تماما بدرجة كافية عندما تحرك ألسنتها حركة سريعة، وبالإضافة إلى ذلك، تتحول ألسنة الثعابين فعليا إلى الأغماد عندما لا تكون قيد الإستخدام، فتجمع الروائح لإعطاء الأفعى إحساسا ببيئتها.
إذا كان اللسان لا يساعد الثعابين في الحصول على الماء، فماذا يفعل؟ لفترة من الوقت، كنا نعتقد أن الثعابين تمتص ببساطة في الماء من خلال ثقب صغير في أفواهها، فكر في الأمر كنوع من القش، وتعتمد هذه الطريقة التي يطلق عليها نموذج المضخة الشدقية على الثعابين ولا سيما البوا العاصرة ، وتناوب الضغط السلبي والإيجابي في تجاويفها الفموية لتدفق الماء، حيث أنها تضغط على فكيها، مما يخلق ضغطا سلبيا لسحب الماء ثم سد أفواههم على الجانب لإحداث ضغط إيجابي ودفع الماء إلى بقية أجسامها.
كشفت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة علم الحيوان التجريبي، الجزء أ، عن هذا الإفتراض المعين، على الأقل فيما يتعلق ببعض أنواع الثعابين، ولم يتم العثور دائما على عملية سد الفم، وهي مهمة جدا لنموذج المضخة الشدقية في الثعابين، الأمر الذي ترك مسألة كيفية استهلاك الثعابين الماء في الهواء، واتضح أن إغلاق الفم كان عرضيا على العملية برمتها.
وأوضح ديفيد كوندال، عالم الأحياء بجامعة ليهاي في بنسلفانيا، في بيان صدر عام 2012 عن الجامعة، أحد الأشياء التي لم تتناسب مع النموذج هو أن هذه الأنواع لا تغلق جوانب فمها، ومن هناك، استغرق الأمر وقتا طويلا حتى أدركت أن تشريح الجهاز وبطانة الفك السفلي يوحي بنموذج الإسفنج.
نعم، نموذج الإسفنج، اتضح أن ما لا يقل عن أربعة أنواع من الثعابين مثل ثعبان القطن، والثعبان الشرقي، والثعبان الرمادي، والثعبان المائي ذو الظهر الماسي تنقل المياه عبر أفواهها بفضل الخصائص الشبيهة بالإسفنج في الفك السفلي، ويمكن مشاهدة هوجنو وهو ثعبان غربي، يوضح لك كيف يتم ذلك في الفيديو.
عندما تفتح الثعابين أفواهها لتناول الطعام، فإنها تتكشف عن الكثير من الأنسجة الرخوة، وفقا لكوندال، ويخلق طي هذا النسيج الرقيق عددا من الأنابيب الشبيهة بالإسفنج التي تتدفق عبرها المياه، والتي تعمل على سريان الماء خلالها، وحركة العضلات عندئذ تجبر الماء بالدخول إلى أمعاء الثعابين.
