يمكننا أن نتفق جميعا على أن الأشياء التي قام بها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية كانت مروعة حقاً، وكانت محرقة اليهود على الأرجح من الجرائم الأسوأ سمعة على الإطلاق، ولكن الأشياء البائسة واللا إنسانية حقا حدثت في معسكرات الإعتقال التي لا يعرفها معظم الناس، وتم استخدام السجناء في العديد من التجارب البشرية التي كانت مؤلمة للغاية وغالبا ما أدت إلى الوفاة، واليوم سنلقي نظرة على أسوأ التجارب النازية على البشر.
10- تجارب تخثر الدم :
أجرى الدكتور سيغموند راشر تجارب لتجلط الدم على النزلاء في معسكر إعتقال داخاو، وكان قد ابتكر لوحًا يدعي "بلويجال" والذي تم تصنيعه من البنجر والتفاح البكتين، وأعرب عن إعتقاده أن هذه الأقراص يمكن أن تساعد في وقف النزيف من الجروح في القتال أو الجراحة، وأعطى بعض السجناء هذه الأقراص، ثم أطلق عليهم الرصاص في الرقبة أو الصدر لاختبار فعاليته، وفي وقت لاحق هؤلاء السجناء قد بترت أطرافهم دون أي استخدام للتخدير.
9- تجارب السلفوناميد :
كان هناك العديد من التجارب على السجناء في معسكر إعتقال رافين سبارك، وكان النازيون يقومون باختبار فعالية السلفوناميدات المعروف أيضا باسم أدوية السلفا، وقد أصابوا السجناء بجروح متعمدة على الجانب الخارجي ثم قام الأطباء بعد ذلك بفرك خليط من البكتيريا في الجروح المفتوحة قبل إغلاقها، كما أنه تم إدخال شظايا الزجاج في الجروح لتقليد الوضع في المعارك، ثم أعطوا المرضى السلفا، وعلى الرغم من التقدم الذي حققته هذه التجارب في المجالات العلمية والصيدلانية، إلا أن هؤلاء السجناء عانوا من ألم فظيع أدى إلى إصابة دائمة أو حتى إلى الموت.
8- تجارب تجميد حرارة الجسم :
كانت الجيوش الألمانية غير مستعدة لسوء البرد الذي واجهته على الجبهة الشرقية، وتوفى الآلاف من الجنود بسببه، ونتيجة لذلك، أجرى الدكتور سيغموند راشر تجارب على بيركناو أوشفيتس داتشاو لتحديد أمرين، الوقت الذي يستغرقه خفض حرارة الجسم ويتسبب في الوفاة وطريقة إحياء أولئك الذين تم تجميدهم، وقام بوضع السجناء العراة إما في وعاء ماء جليدي أو مقفلون في درجات حرارة تحت الصفر، ومات معظم الضحايا، أما عن أولئك الذين فقدوا الوعي فقط خضعوا لإجراءات الإنعاش المؤلمة.
7- تجارب القنبلة الحارقة :
على مدار ثلاثة أشهر في 1943 و 1944، أجريت تجارب على نزلاء معتقل بوخنفالد لاختبار فعالية العلاجات الصيدلانية على حروق الفسفور التي تسببها القنابل الحارقة، وتم حرق المواد بشكل متعمد مع مادة الفوسفور من تلك القنابل، والتي كانت مؤلمة للغاية، وأصيب السجناء بجروح خطيرة من هذه التجارب.
6- تجارب مياه البحر :
لإيجاد طرق لجعل مياه البحر صالحة للشرب، أجريت تجارب على السجناء في داخاو، ووضعوا السجناء في أربع مجموعات مختلفة وهم : لا مياه، مياه البحر، مياه البحر المعالجة بطريقة بيركا، ومياه البحر بدون ملح، ولم يتم إعطاء المواد الغذائية أو أي طعام أو شراب، وأنتهى الأمر مع الذين تلقوا بعض أنواع ماء البحر بالمعاناة من الإسهال الشديد، والتشنجات، والهلوسة، والجنون، والموت في نهاية المطاف، وكانوا يعملون في هذا التجارب إما مع الكبد أو العمود الفقري لجمع البيانات، وكانت العمليات تعذيبية وفي معظم الحالات مميتة.
5- تجارب مع آثار السم :
أجريت تجارب في معتقل بوخنفالد لتحديد آثار السموم على البشر، وفي عام 1943، تم إعطاء السموم سراً إلى السجناء، وتوفي البعض مباشرة بسبب الطعام المسموم، وقُتل آخرون من أجل التشريح، وبعد مرور عام، تم إطلاق النار على السجناء برصاص مسموم بسبب جمع بيانات أسرع، وعانى هؤلاء السجناء بشكل هائل.
4- تجارب التعقيم :
كجزء من الإبادة أجرى أطباء نازيين تجارب تعقيم جماعي على نزلاء في معسكرات إعتقال مختلفة لإيجاد الطريقة التي أخذت أقل وقت ومال، وفي سلسلة واحدة من التجارب، تم إدخال مهيج كيميائي في الأعضاء التناسلية الأنثوية لمنع أنابيب فالوب، وتوفيت بعض النساء من هذا الإجراء، وقتل آخرون حتى يمكن إجراء عمليات التشريح، وفي مجموعة أخرى من التجارب، تعرض السجناء لأشعة سينية شديدة تسببت في حروق شديدة في بطونهم وأردافهن، ومنهم من تركوا أيضا مع القروح التي لا يمكن علاجها، وتوفي الكثير منهم.
3- تجارب العظام، العضلات والأعصاب :
لمدة عام تقريبا، تمت دراسة عمليات تجديد العظام والعضلات والأعصاب من خلال تجارب على نزلاء معسكر رافنسبروك، وشملت العمليات العصبية إزالة أجزاء من الأعصاب من الأجزاء السفلية من الأطراف، وتشمل التجارب على العظام كسر وإعادة العظام في عدة أماكن على الأطراف السفلية، ولم يعطوا الكسور الوقت الكافي للشفاء بشكل صحيح لأن الأطباء أرادوا دراسة عملية الشفاء وكذلك اختبار طرق الشفاء المختلفة، كما قام الأطباء بإزالة أجزاء متعددة من السجناء لدراسة تجديد الأنسجة العظمية، وتسببت هذه التجارب بألم لا يصدق على السجناء وتسببت في إصابات دائمة لهم.
2- تجارب حمى متبقعة :
من أواخر عام 1941 إلى أوائل عام 1945، أجرى الأطباء في معسكرات الإعتقال في بوخنفالد ونتسويلر تجارب على السجناء لصالح القوات المسلحة الألمانية، وكانوا يختبرون فعالية الحمى المرقطة واللقاحات الأخرى، وأعطوا حوالي 75 % من السجناء لقاحات تجريبية للحمى المرقطة أو قاموا بإعطاءهم مواد كيميائية أخرى، ثم تم حقنهم بالفيروس ونتيجة لذلك، توفي أكثر من 90 % منهم، وتم إدخال الفيروس إلى النسبة المتبقية 25 % دون أي حماية مسبقة، كما أجرى الأطباء تجارب مرتبطة بالحمى الصفراء والجدري والتيفوس وأمراض أخرى، ومات مئات من السجناء، وعانى الكثيرون من الألم الذي لا يطاق نتيجة لذلك.
1- تجارب التوأم والتجارب الجينية :
كان هدف المحرقة هو التخلص من أي شخص لم يكن من أصل آرياني كاليهود، السود، المنحدرين من أصل إسباني، الشاذين جنسياً، وغيرهم ممن لم يستوفوا الشروط، وكان من المقرر إبادتهم بحيث يبقى فقط الجنس الآري المتفوق، وأجريت تجارب وراثية لتزويد الحزب النازي بالدليل العلمي على تفوق الآريين.
وكان الدكتور جوزيف منجيل المعروف أيضاً باسم "ملاك الموت" مفتوناً بعمق بالتوائم، وكان يفصلهم عن السجناء الآخرين عندما يصلون إلى معسكر إعتقال أوشفيتز، وكل يوم، كان على التوائم سحب دمائهم، وكان الغرض الحقيقي من هذا الروتين غير معروف، وكانت التجارب على التوائم واسعة النطاق، وكان يجب فحصها بعناية وقياس كل شبر من أجسامهم، ثم يتم إجراء مقارنات لتحديد السمات الوراثية، ومن حين لآخر، يقوم الأطباء بإجراء عمليات نقل جماعي الي الدم من توأم إلى آخر.
وبما أن الناس الذين ينحدرون من الآرية لديهم في الغالب عيون زرقاء، فإن التجارب مع القطرات الكيميائية أو حقن القزحية ستُجرى في محاولة لتصنيعها، وكانت هذه الإجراءات مؤلمة بشكل لا يصدق، مما تسبب في العدوى وحتى العمى، وكانت تدار الحقن ويتم تنفيذ الصنابير في العمود الفقري دون أي تخدير، وكان أحد التوأمين مصابا بمرض، بينما الآخر لم يكن مصابا بنفس المرض، وعندما مات أحدهم تم قتل الآخر وفحصه للمقارنة.