هوجو تشافيز هو السم اللامع في التاريخ الفنزويلي، فهو ضابط الجيش الذي تمرد على السياسات الحكومية للبلاد والتي كانت تؤدي الى زيادة فقر الفقراء وزيادة غنى الأغنياء، ولذلك قرر القيام بإنقلاب عسكري للإطاحة بالحكومة ولكنه فشل وتم سجنه، ولكن هوجو تشافيز لم يستسلم وقام بإنشاء حزب سياسي للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية ونجح بالفعل في الوصول الى السلطة وتنفيذ السايسات الإجتماعية والإقتصادية لمساعدة الفقراء ... ولمعرفة المزيد عن حياة هوجو تشافيز تابعوا معنا هذا المقال .
هوجو تشافيز هو اسم الشهرة لرئيس فنزويلا السابق هوجو رافائيل تشافيز فرياس، ولد هوجو تشافيز في سابانيتا ، فنزويلا ، وكان له أيديولوجية سياسية خاصة به منها حركة الجمهورية الخامسة (1997-2007) ، والحزب الاشتراكي الموحد (2007-2013) ، وتوفي هوجو تشافيز في كاراكاس في 5 مارس عام 2013 عن عمر يناهز 58 عاما .
المزيد من الحقائق عن هوجو تشافيز :
كان هوجو تشافيز أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في السياسة الفنزويلية، وتم إنتخابه رئيسًا للبلاد لمدة أربع فترات متتالية حتى وفاته في عام 2013، وكان ممارسًا لإيديولوجية سياسية تجمع بين البوليفارية والإشتراكية، كما أنه سعى إلى تنفيذ مختلف المبادئ والسياسات الإجتماعية للتخفيف من عدم المساواة في المجتمع ومساعدة الفقراء والمضطهدين .
هوجو تشافيز وُلد في أسرة من الطبقة العاملة وكان يواجه صعوبات مالية منذ صغره، وكان يحتقر النيوليبرالية التي تمارسها الحكومة الحاكمة، وكان منتقداً بشدة للظروف المعيشية البائسة والظروف المعيشية الدنيا من الطبقة الوسطى الدنيا والفقراء، وكان رافضاً لعدم المساواة التي كانت سائدة في البلاد، وعقد العزم على تحقيق إصلاح كبير في الممارسات الفاسدة للبلاد إذا تمكن من الوصول الى السلطة في البلاد .
وفي عام 1997، قام بتشكيل حركة الجمهورية الخامسة لخوض الإنتخابات الرئاسية، وخلال فترة حكمه، إستفاد الفقراء كثيراً من السياسات الإجتماعية، وخصص قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والتي كان لها أهمية كبيرة .
طفولة وحياة هوجو تشافيز المبكرة :
ولد هوجو تشافيز في أسرة من الطبقة العاملة والده هو "هوجو دي لوس رييس شافيز" ووالدته هي "إيلينا فرياس دي شافيز"، وكان يعمل والديه معلمين في أحد المدارس، وكان لديه ستة أشقاء، منذ أن واجهت الأسرة صعوبة مالية هائلة، ترعرع هوجو تشافيز في بيت جدته، وأكمل تعليمه الأساسي في مدرسة جوليان بينو الإبتدائية، وإنتقل إلى باريناس للدراسة في مدرسة دانيال أوليري الثانوية .
هوجو تشافيز ضابط في الجيش :
في عام 1971، إلتحق هوجو تشافيز في الأكاديمية الفنزويلية للعلوم العسكرية في كاراكاس، وبعد أربع سنوات، تخرج من الأكاديمية، وكانت وظيفته الأولى في الجيش مسؤول اتصالات في وحدة مكافحة التمرد في باريناس، وكرس وقت فراغه لقراءة أعمال المفكرين المشهورين، وهذا الأمر الذي عزز تفكيره بأن فنزويلا تحتاج الى حكومة يسارية .
ورؤيته للفساد في الجيش والحكومة المدنية أدت إلى مشاركته في تأسيس حركة ثورية داخل الجيش، ألا وهي "الجيش الشعبي لتحرير فنزويلا" في عام 1977، في عام 1982، قام بتشكيل خلية سرية أخرى داخل الجيش باسم "الجيش البوليفاري الثوري 200"، والتي سميت فيما بعد بالحركة البوليفارية الثورية وقد إستندت مُثُل المنظمة إلى معتقدات وتعاليم إيزيكويل زامورا وسيمون بوليفار وسيمون رودريغيز .
إنتقل هوجو تشافيز إلى منصب نقيب في الجيش وبدأ بتعليم الطلاب الملتحقين بالجيش مبادئه البوليفارية، ومع ذلك، وبسبب شكوك رؤسائه في تعاليمه المتمردة، تم ترحيله إلى الثكنات البعيدة في إلورزا بولاية أبوري، في عام 1988، تمت ترقية تشافيز إلى منصب رائد وبدأ العمل كمساعد للجنرال رودريغيز أوتشوا .
في هذه الأثناء، تم انتخاب كارلوس أندريس بيريز كرئيس للبلاد بسبب سياساته الإصلاحية غير أن سياساته النيوليبرالية أغضبت الناس الذين إحتجوا ضده،، لكنهم تعرضوا للذبح بأوامره، ولذلك بدأ هوجو تشافيز في التحضير لإنقلاب عسكري والذي عُرف بعد ذلك باسم "عملية زامورا"، وبدأ الإنقلاب في 4 فبراير 1992 لكنه فشل وسلم هوجو تشافيز نفسه .
بعد الإستسلام، سُمح لشافيز بالظهور على شاشة التلفزيون الوطني بشرط أن يدعو أعضاء الإنقلاب الباقين إلى وقف الأعمال العدائية، وألقى هوجو تشافيز خطابه بزيه العسكري وإستحضر اسم البطل القومي سيمون بوليفار في خطابه، وأعطاه هذا الخطاب أضواء وطنية، ونظر إليه الناس كشخص لديه القدرة على الوقوف ضد الحكومة وفسادها .
هوجو تشافيز رئيس لفنزويلا :
أطلق سراح هوجو تشافيز من السجن في عام 1994، وبعد تعيين رفائيل كالديرا رئيسًا للبلاد، أصبح منغمسًا في ترويجه لبوليفار، على أمل إطلاق ثورة إجتماعية، وسرعان ما إستاء هوجو تشافيز من السياسات الإقتصادية النيوليبرالية للحكومة التي يقودها كالديرا والتي تسببت في حدوث زيادة حادة في مستويات الفقر وهبوط في دخل الفرد الفنزويلي، وعلاوة على ذلك، إرتفع معدل الجريمة والقتل بشكل حاد، ولكي يضع هوجو تشافيز حد للفساد، أسس حزبه السياسي الخاص، وهو "حركة الجمهورية الخامسة" وكان مرشحا للرئاسة وبدعم من حزب كوبي ، تقدم الى إنتخابات عام 1998 وإنتصر فيها بنسبة 56.2٪ من الأصوات .
تولى هوجو تشافيز الرئاسة في 2 فبراير 1999، وعين عددًا من اليساريين في مناصب حكومية مهمة، وفي سنواته الأولى، دعم الرأسمالية بدلاً من النيوليبرالية التي كانت تمارسها الحكومات السابقة، وبدأ هوجو تشافيز برنامجًا للرعاية الإجتماعية والذي تم تنظيمه للتخلص من الأخطاء التي ارتكبت في مجزرة كاراكاس، وإنغمس المسؤولون في الجيش في مساعدة الفقراء من خلال تقديم المساعدات الطبية المجانية والغذاء الرخيص، كما عملوا على إصلاح الطرق والمستشفيات .
ثم قام هوجو تشافيز بإدخل تعديلًا دستوريًا، حيث عدل صلاحيات الكونجرس والنظام القضائي حتى أنه غير اسم البلد إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية، ووفقاً للتعديل الدستوري الجديد، يتمتع المسؤولون الحكوميون المنتخبون بالسلطة لفصل الأشخاص الفاسدين الذين يعملون لمصلحتهم فقط، وعلى الرغم من أن الناس قد أشادوا بهذا التغيير، إلا أن حزن المعرضة وصفه بأنه مسيطر على الحكومة ولا يريد المشاركة في النظام السياسي للبلاد .
وقد سمح التعديل الجديد بزيادة الحماية للفقراء ومحدوي والنساء، وإقامة مساكن تعليمية، ورعاية صحية وحقوق غذائية للناس، ومنح صلاحيات عسكرية لضمان النظام العام والتنمية الوطنية .
أدت فترة الولاية الأولى الناجحة لهوجو تشافيز إلى إعادة إنتخابه وفاز في الإنتخابات الرئاسية الثانية، حيث حصل على 59.67٪ من الأصوات ، واستمرت ولايته الثانية من 10 يناير 2001 إلى 10 يناير 2007، وفي فترة ولايته الثانية، عمل على القضاء على الأمية، خلال فترة ولايته الثانية أيضا عزز العلاقات مع الحكومة الكوبية بقيادة كاسترو من خلال تبادل الصادرات والوارادات النفطية، ومع ذلك، أدى هذا إلى تدهور العلاقة مع الولايات المتحدة كما قام بتأميم جزء كبير من إحتياطيات النفط بدلاً من خصخصتها .
ورغم ذلك فاز هوجو تشافيز في الإنتخابات الرئاسية لعام 2007 وانتخب رئيسا للمرة الثالثة على التوالي، وفي هذه الفترة بدأ الإشتراك مع التحالف البوليفاري للأمريكتين، مع فيدل كاسترو و إيفو موراليس، وأيد التعاون بين أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وكان له دور أساسي في إنشاء إتحاد دول أمريكا الجنوبية، والتحالف البوليفاري للأمريكتين، وبنك الجنوب، وشبكة التلفزيون الإقليمية .
وفي عام 2012، فاز هوجو تشافيز في الإنتخابات الرئاسية مرة أخرى للمرة الرابعة بنسبة 54٪، وتم تأجيل حفل التنصيب الذي كان مقررا في 10 يناير بسبب مرضه، وفي يونيو 2011، تدهورت صحته وتم تشخيص مرضه بالسرطان، وخضع لثلاث جراحات لإزالة الخلايا السرطانية، وتوفي هوجو تشافيز بسبب نوبة قلبية في 5 مارس 2013، ونجح نائبه نيكولاس مادورو في منصب الرئيس فيما بعد .
جوائز وإنجازات هوجو تشافيز :
* تم إدراج هوجو تشافيز في قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في عامي 2005 و 2006 .
* تم منح هوجو تشافيز جائزة Blue Planet في عام 2008 .
* على مدار حياته، حصل هوجو تشافيز على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعات مختلفة في جميع أنحاء العالم مثل جامعة كيونغ هي، جامعة بكين ، جامعة دمشق، جامعة طرابلس، وجامعة برازيليا، وغيرها .
