الفضاء يمكن أن يظهر لنا هادئا مسالما، ومليء بالسكون مع الصور التلسكوبية الجميلة من المجرات والسدم وقوس قزح، ومع ذلك في الواقع فإن الفضاء غريب جدا وعنيف وأنه لا يزال يدهشنا بل ويدهش العلماء الأكثر خبرة، وأن هناك توقع حدوث بعض الأحداث العنيفة المتقاربة الى حد كبير، وقد تحدث بينما الجنس البشري ما يزال موجود.
1- حلقة المريخ :
هناك دراسة جديدة توضح أن المريخ في يوم سوف يقتل أقرب قمر له وهو فوبوس، ويبلغ اتساع القمر فوبوس حوالي 22 كيلو متر، وفوبوس هو واحد من اثنين من الأقمار التي تدور حول كوكب المريخ، فمع كل قرن يمر ينكمش مدار القمر فوبوس ويؤدي ذلك الى اقترابه من المريخ بحوالي 2 متر، وأنه سوف ينهار بغض النظر عن ضغوط المد الناجمة عن الكوكب الأحمر، وهذه العملية سوف تستغرق 40 مليون سنة، وفي النهاية سوف يكون للمريخ حلقة تشبه حلقة زحل، حيث أن في خلال ملايين السنيين القليلة القادمة فإن قطع من القمر سوف تنهار وتسقط على المنطقة الاستوائية للمريخ، وهذا سوف يمثل مشكلة اذا افترضنا أن الجنس البشري ما زال موجودا، وفوبوس هو قمر فريد من نوعه في نظامنا الشمسي، وهو ينتمي إلى مجموعة من الأقمار التي تدمر ذاتيا لأنها تهاجر وتقترب جدا من كواكبها.
2- انهيار القمر :
في المستقبل البعيد، ومن المتوقع أن القمر سوف يصبح حلقة حول الأرض، ولحسن الحظ أن هذا لن يحدث لمدة خمس بلايين سنة أخرى، وهذا الحدث على العكس من فوبوس حيث أن سبب تدمير القمر الكرة المشتعلة في نظامنا الشمسي وليس كوكبنا، وعلى الرغم من أن الشمس مستقرة الآن إلا أنها سوف تدخل في مرحلة العملاق الأحمر في يوم ما، وهذا الحدث سوف يمزق القمر كل جزء على حدا، والقمر في الوقت الحاضر يتحرك بعيدا عن الأرض بمعدل 4 سم سنويا، ولكن عندما تتضخم الشمس في مرحلة العملاق الأحمر فإن غلافها الجوي يدفع القمر للاقتراب من الأرض، وقوة المد والجزر سوف تعمل على انشقاق القمر، وحلقة من حطام القمر يبلغ قطرها 37 ألف كم سوف تطوق الأرض مثل حلقة زحل، ولكن الحلقة سوف تختفي في النهاية مثل حطام القمر المتساقط على سطح الأرض.
3- ميلكوميدا :
مجرة درب التبانة سوف تصطدم مع مجرة أخرى قريبة والتي تسمى مجرة أندروميدا، والنتائج لكل من المجرتان سوف تكون قاتلة، ومجرة درب التبانة ليس لديها سوى 4 بلايين سنة متبقية لهذا الحدث، والجاذبية تعمل على تقريب درب التبانة وأندروميدا من بعضهما بسرعة مذهلة حوالي 402 ألف كم في الساعة، وعندما تصطدم اثنتين من المجرات الحلزونية، فإنها سوف تولد مجرة جديدة، وهذا الحدث سوف يستمر مليار سنة، وفي خلال هذه المرحلة فإن المجرات سوف تلتقي وتبتعد حتى الاتحاد الكامل، وانشاء مجرة جديدة تسمى ميلكوميديا، والشمس سوف تكون ساخنة جدا ومياه المحيطات تغلي وميلكوميدا سوف تكون بيضاوية مائلة الى الحمرة، والأرض وباقي نظامنا الشمسي سوف تكون على أطراف ميلكوميدا ولن تقتل.
4- السحابة القاتلة :
اكتشف العلماء أن نظامنا الشمسي سوف يضرب في نهاية الأمر من خلال ضباب فضائي قاتل، وربما قد تكون قاتلة لجميع أشكال الحياة على الأرض، وعند وصول هذه السحابة القاتلة التي تتكون من الغبار والغاز، فإنها لن تحجب الشمس أو تلف نحو النظام الشمسي مع الرعد الأسود المشؤوم، فالخطر يكمن في كثافتها، فهي أثقل 1000 مرة من أي شيء تدور الأرض حوله، والسحابة تعمل على دفع الغلاف الجوي الواقي للشمس الذي يحمينا من الأشعة الفضائية مثل الأشعة الكونية، وعندما تتقابل السحابة مع الأرض، فإن الغبار والغاز يمكن أن يؤدي إلى تآكل الأكسجين في الغلاف الجوي، والأشعة الكونية سوف تنطلق الى العالم، وتهدد جميع الكائنات الحية مع الإشعاعات القاتلة، وهذا الحدث هو أقرب الأحداث الينا فيمكن أن تكون أقل من 4 سنوات ضوئية من وجهة نظر العلماء.
5- تكرار كارينغتون :
عام 1859 اكتشف عالم الفلك ريتشارد كارينغتون أسوأ عاصفة شمسية في التاريخ، وقد سميت العاصفة باسمه، وفي السابق كان الضرر الوحيد من العاصفة هي أنظمة التلغراف، ولكن في مجتمعنا الحديث تكرار حدث كارينغتون سوف يعرض البشرية الى كارثة لم يسبق لها مثيل، فالملايين من المنازل والمحال التجارية سوف تفقد طاقتها، والأنظمة الكهربائية والمحولات سوف تتلف وقد يستغرق شهورا في اصلاحها أو استبدالها، وتخزين الدواء والمواد الغذائية تصبح صعبة للغاية، ولا يمكن التصدي لهذه العاصفة الشديدة، أو حتى ملاحظتها قبل حدوثها بساعة.
6- نجوم الموت :
هناك كتلة هائلة من المذنبات تسمى سحابة أورت والتي تشكل فقاعة حول الشمس، فإذا تحرك نجم بالقرب من سحابة أورت أو كان قريبا منها بما يكفي فإن جاذبية النجم سوف تؤثر على الجسيمات في سحابة أرت، وقد تهبط هذه الجسيمات الى النظام الشمسي الداخلي، وتعيث فسادا بين الكواكب، وقد حدد العلماء العديد من هذه النجوم وسميت بنجوم الموت، وهي تعتبر صاروخا موجها الى سحابة أورت، وأخطر نجم هو النجم البرتقالي القزم ويسمى HIP- 85605، ولحسن الحظ سوف يحدث هذا الحدث بعد أكثر من 240 ألف سنة، وهناك نجم أخر يسمى جليسي 710 له نفس الاحتمالات كما أن هناك أكثر من 12 نجم مشاركة في نظامنا الشمسي، وفرصة تصادم بين جسيمات أورت والأرض صغيرة ولكنها غير مستحيلة.
7- القزم الطفيلي :
هناك نظام نجمي ثنائي على بعد 3260 سنة ضوئية من نظامنا الشمسي ويسمى T Pyxidis، وهذا النظام يحتوي على نجوم شبيهة بالشمس وقزم أبيض مثل الطفيل، والقزم الأبيض هو طفيلي مضطربيستهلك غاز الهيدروجين ثم يثور مع انفجارات نووية حرارية كل 20 عاما، وهو ليس خطرا على الأرض، وسوف تحدث المشكلة الحقيقية عندما ينتقل القزم الأبيض الى سوبر نوفا بعد تراكم الكثير من كتلة النجم المجاور له، والانفجار سوف يكون له أبعاد هائلة، فسوف يدمر القزم الأبيض، وسوف تتعرض الأرض لطاقة حوالي 1000 من الانفجارات الشمسية، وسوف تدمر طبقة الأوزون بعد مرور أشعة جاما وتكوين اكاسيد النيتروجين في الغلاف الجوي، وهذا الحدث سوف يحدث بعد 10 مليون سنة من الآن.
8- تصادم الكوكب :
المسارات المدارية للكواكب غير مستقرة، ويمكن أن تصبح أصغر من ذلك مع مرور الوقت، واكتشف العلماء أنه في خلال بضعة مليارات سنة، أن هناك احتمال ضئيل لاصطدام كواكب نظامنا الشمسي مع بعضها، وأن المسار الذي يدور في كوكب عطارد حول الشمس سوف يتسع ليلتقي عطارد مع كوكب الزهرة وسوف تنطلق مقذوفات من الزئبق في اتجاه الشمس أو قد تتصادم مع الأرض.
9- نجم وولف رايت :
كوكبة القوس أو الرامي تحتوي على التهديد المحتمل الذي سوف يرسل الى الحياة على الأرض، فهناك دوامة نارية تسمى WR 104 تحمل نجمين في وسطها وتدور حول بعضها البعض بينما يقتربا من نهاية حياتهما، وكل منهما يتجها الى التدمير الذاتي مثل السوبر نوفا، وبالفعل واحد من هذه النجوم في المرحلة الأخيرة قبل الانفجار النجمي الهائل، وتسمى مثل هذه النجوم وولف رايت، وتعتبر قنبلة موقوتة في الفضاء، واذا انتقلت النجوم الى مرحلة السوبر نوفا فيمكن أن يحدث انطلاق لأشعة جاما نحو الأرض، وهذه الدوامة يمكن أن تكون على بعد 8000 سنة ضوئية، واذا ضربت أشعة جاما الأرض فيمكن أن يكون هناك انقراض على نطاق واسع، وسوف نعاني من الكوارث الزراعية، والأمطار الحمضية، والمجاعة للناجين.