يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

من هو  جيمي كارتر ؟

جيمي كارترالمعروف ايضا باسم : جيمس ايرل كارتر الابن، و جيمي كارتر هو ذلك مزارع الفول السوداني من جورجيا، ورئيس الولايات المتحدة رقم 39 ، الذى خدم من عام 1977 إلى عام 1981، وجاء جيمي كارتر للحكم عندما كانت الولايات المتحدة تعاني من استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون ، لكن للاسف كان جيمي كارتر جديد وعديم الخبرة حيث انه لم يقم بعمل الكثير خلال الفترة الاولى له كرئيس، لكن بعد تركه الرئاسة، قضى جيمي كارتر وقته وطاقته كونه مدافعا عن السلام في جميع انحاء العالم، وخاصة من خلال مركز كارتر، هذا المركز الذي قام هو وزوجته روزالين بتأسيسه، فكما قال كثيرون كان جيمي كارتر رئيس سابق افضل بكثير .

من هو  جيمي كارتر ؟الاسرة والطفولة :

ولد جيمي كارتر في 1 اكتوبر 1924 في جورجيا، عمل من صغره فى مزارع والده للفول السودانى، وعلمته والدته منذ الصغر مساعدة الفقراء والمحتاجين وقام والده بتعريفه على عالم السياسة وحضور الاحداث والمجالس السياسية .

التعليم :

بالرغم من ان كان جيمي كارتر من مجتمع صغير ،الا انه عقد العزم على التخرج من الجامعة لانه اراد ان يكون اكثر من مجرد مزارع في مزرعة فول سوداني فاراد الانضمام للبحرية مثل عمه توم ورؤية العالم .

ففي البداية، حضر جيمي كارتر فى معهد جورجيا للتكنولوجيا، حيث كان في تدريب ضباط الاحتياط البحرية، وفي عام 1943، تم قبول جيمي كارتر في اكاديمية البحرية الامريكية في انابوليس بولاية ماريلاند، حيث تخرج في يونيو 1946 وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة ، وفي السنة الاخيرة له في انابوليس، بدأ ينجذب الى صديقة اخته روث، روزالين سميث، و في 7 يوليو عام 1946، بعد وقت قصير من تخرجه تزوج الاثنان .

الحياة البحرية ثم المدنية لجيمي كارتر :

في يوليو عام 1953، توفي والد جيمي كارتر بسبب سرطان البنكرياس، وبعد الكثير من التفكير، قرر جيمي كارتر انه في حاجة للعودة إلى جورجيا لمساعدة عائلته فى ادارة مزرعة والده، وعندما ابلغ روزالين بقراره صُدمت وقالت إنها لا تريد العودة إلى الريف فى جورجيا ، فكانت روزالين تحب كونها زوجة ظابط بحرية، ولكن صمم كارتر على رأيه وتم تسريحه من البحرية بشرف وعادوا لادارة المزرعة التى كانت تعانى من الخسائر ومع الوقت تمكن الثنائى من تحقيق ارباح من المزرعة وكان لكارتر اراء ومشاركات فى المجتمع فكان الابيض الوحيد فى المنطقة الرافض للعنصرية .

وفي عام 1962، كان جيمي كارتر على استعداد لتوسيع مهامه السياسية، فنجح فى الحصول على مقعد فى انتخابات مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطى وبالتالي ترك ادارة المزرعة لاخيه بيلى وانتقل هو وعائلته الى اتلانتا وبدأ فصل جديد فى حياته السياسة .

حاكم جورجيا :

بعد اربع سنوات في مجلس الشيوخ ، كان جيمي كارترالطموح يريد اكثر من ذلك، لذلك في عام 1966 ترشح كارتر لمنصب حاكم جورجيا، لكنه لم ينجح في الفوز ، وذلك جزئيا بسبب ان العديد من البيض اعتبروه ليبراليا ، ولكنه لم ييأس ففي عام 1970، ترشح جيمي كارتر مرة اخرى لمنصب الحاكم، ولكن هذه المرة، قام بتخفيف اتجاهه الليبرالي املا في مناشدة شريحة اوسع من الناخبين البيض،  وبالفعل نجح وانُتخب جيمي كارتر حاكم لجورجيا .

ولكن تخفيف وجهات نظره الليبرالية كانت مجرد حيلة للفوز في الانتخابات، اما في منصبه، عاد جيمي كارتر لمعتقداته، وحاول إجراء تغييرات ليبرالية كثيرة، وهذا اثار غضب بعض البيض المحافظين الذين قاموا بانتخابه ، وبعد انتهاء مدته كحاكم جورجيا كان فى الخمسين من عمره ملىء بالنشاط يضع امام عينه تولى منصب اهم .

الترشح لرئاسة الولايات المتحدة :

في عام 1976، كانت البلاد تبحث عن شخص مختلف، فقد خاب امل الشعب الاميركي من الكذب والتستر الذي كان يحيط بالرئيس الجمهورى نيكسون واستقالته في نهاية المطاف ، وحتى نائبه جيرالد فورد ، الذي تولى منصب الرئاسة إثر استقالة نيكسون، والذى بدأ متواطىء فى نفس الفضيحة حين عفا عن نيكسون عن كل ما قدمه من اخطاء، والآن، يجيئ احد مزارعين الفول السوداني الغير معروف إلى حد ما والذى كان حاكما لولاية مرة واحدة من ولايات الجنوب ، بالفعل ربما لم يكن الخيار الاكثر منطقية، ولكن قام جيمي كارتر بحملة جدية عنوانها التغيير ونال اعجاب المواطنون .

وفي يناير 197،اختار الحزب الديمقراطي جيمي كارتر والذي كان مترشح ضد الرئيس فورد بعد انتهاء ولايته الاولى، لم يكن جيمي كارتر وخصمه قادرين على تجنب الاخطاء في الحملة وكانت الانتخابات قريبة، وفي نهاية المطاف، فاز جيمي كارتر ب297 صوتا و فاز فورد ب 240 صوت، وبالتالي انتخب كارتر رئيسا للولايات المتحدة ، وكان جيمي كارتر اول رجل من اقصى الجنوب انتخب الى البيت الابيض منذ زاكاري تايلور الذي انتخب عام 1848 .

كارتر يحاول ان يحدث التغييرات خلال فترة رئاسته :

اراد جيمي كارتر ان يجعل الحكومة تستجيب للشعب الامريكي وتوقعاتهم، و لكن التداخل مع الكونجرس كان يشكل صعوبة كبيرة لتحقيق آماله الكبيرة فى التغيير، فعلي المستوي المحلي ، استرعى التضخم، وارتفاع الاسعار، والتلوث، وازمة الطاقة ، وانتبه جيمي كارتر الي نقص النفط وارتفاع اسعار البنزين في عام 1973 عندما قللت اوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) صادراتها، فقد كان الناس يخشون انهم لم يكونوا قادرين على شراء البنزين لسياراتهم وجلسوا في طوابير طويلة في محطات الوقود، لذلك قرر جيمي كارتر وموظفيه إنشاء وزارة الطاقة في عام 1977 لمعالجة كل هذه المشاكل،  وبالفعل خلال فترة رئاسته، انخفض معدل استهلاك النفط في الولايات المتحدة بنسبة 20 في المئة، وانشأ جيمي كارتر ايضا وزارة التربية والتعليم لمساعدة طلاب الجامعات والمدارس العامة في جميع انحاء البلاد .

يعملون من اجل السلام :

ونجد ايضا خلال فترة رئاسة جيمي كارتر انه قد اراد حماية حقوق الإنسان وتعزيز السلام في جميع انحاء العالم، واعطى المساعدات الاقتصادية والعسكرية لتشيلي والسلفادور ونيكاراجوا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في تلك البلدان ، وبعد 14 عاما من المفاوضات مع بنما من اجل السيطرة على قناه بنما ، اتفق البلدان في النهاية إلى توقيع معاهدات خلال فترة حكم جيمي كارتر، وعادت القناة إلى بنما في عام 1999.

وفي عام 1978 نظم كارتر لقاء القمة بين الرئيس المصري انور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن في كامب ديفيد في ولاية ماريلاندانه ، فاراد من الزعيمين الاجتماع والاتفاق على حل سلمي ووافق بالفعل الاثنان فى النهاية على اتفاقية كامب ديفيد كخطوة اولى نحو السلام .

اما عن الاسلحة النووية فكانت واحدة من اكثر الامور التي تهدد هذا العصر فاراد جيمي كارتر الحد من عددها، ففى عام 1979 قام كارتر والزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف بالتوقيع على اتفاقية للحد من الاسلحة الاستراتيجية ، وهي بمثابة معاهدة لخفض عدد الاسلحة النووية التي تنتجها كل دولة .

فقد ثقة الجمهور :

على الرغم من كل هذه النجاحات المبكرة، الا ان الامور بدأت فى الانحدار بالنسبة للرئيس جيمي كارتر ففي عام 1979، وهو العام الثالث من رئاسته، بدأ كارتر يواجه العقبات بازمة بترول مرة ثانية عام 1979 وبدأ فى فقد ثقة الشعب الامريكى عندما اخل الاتحاد السوفييتى بمعاهدة الحد من التسلح النووى بغزوه لافغانستان، فدعا جيمي كارتر لقرار غير محبب للجمهور وهو الانسحاب من دورة الالعاب الاولمبية عام 1980 في موسكو .

على الرغم من كل هذه الانتكاسات، جاءت واحدة كانت هي اكبرهم والتي ادت الى تدمير ثقة الجمهور في رئاسته والتي كانت هي ازمة الرهائن الإيرانية (فقد اخذوا عدد 52 اميركى كرهائن فى ايران) في 4 نوفمبر 1979، ومع الاسف محاولته للانقاذ فشلت وادت لقتل ثمانية من المنقذين، وبالطبع لم ينسي الجمهور كل هذه الانتكاسات ، وكانوا يتذكرون بوضوح فشل جيمي كارتر الماضي ، وعند حلول الانتخابات الجديدة نزل امامه منافسه رونالد ريجان الذي اخذ رواجا كبيرا وسط الشعب الامريكي ، وادي هذا بالفعل الي خسارة جيمي كارتر الانتخابات في النهاية ، ففي عام 1980 فاز رونالد ريغان باغلبية ساحقة، واستطاع رونالد ريجان ان يفرج عن الرهائن الموجودة في ايران .

الحياة بعد الرئاسة :

بعد ترك الرئاسة مباشرة وجد جيمي كارتر نفسه مفلس ومدين بمليون دولار والاسوأ انه وجد عمل العائلة فى جورجيا قد انهار ايضا فاضطر لبيع المزرعة لسداد ديونه، وبعد ترك الرئاسة فعل جيمي كارتر ما يفعله معظم الرؤساء السابقين عندما يتركوا الرئاسة، كممارسة الصيد، والقراءة، وتأليف الكتب، واصبح استاذا في جامعة ايموري في اتلانتا، جورجيا، وفي النهاية كتب 28 كتابا، من بينها السير الذاتية، وغيرها، ومع ذلك فان هذه الانشطة لم تكن كافية لجيمي كارتر البالغ من العمر 56 عاما لذلك، وجه طاقته للعمل الانسانى واسس منظمة غير هادفة للربح .

مركز كارتر :

في عام 1982جيمي كارتر اسس مركز كارتر ، وهي منظمة غير ربحية لحقوق الإنسان الذي كان يحاول من خلالها التخفيف من المعاناة الإنسانية في جميع انحاء العالم ، فكان يعمل مركز كارتر لتسوية النزاعات وتعزيز الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، ومراقبة الانتخابات لتقييم الإنصاف ، كما انه عمل مع خبراء طبيين لتحديد الامراض التي يمكن الوقاية منها من خلال المرافق الصحية والادوية ، وكان هذا المركز هو واحدا من النجاحات الرئيسية لجيمي كارتر ، فمن خلال مركز كارتر تم القضاء على مرض دودة غينيا (داء التنينات) في عام 1986، فقد كان هناك 3.5 مليون شخص سنويا في 21 بلدا في افريقيا وآسيا يعاني من مرض دودة غينيا، فمن خلال عمل مركز كارتر وشركائه، تم تخفيض حالات الاصابة بدودة غينيا بنسبة 99.9 في المئة الى 148 حالة في عام 2013 ، كما تشمل المشاريع الاخرى لمركز كارتر العديد من النجاحات في تحسين الزراعة وحقوق الإنسان والمساواة للنساء .

اعتراف :

تفاني جيمي كارتر في تحسين حياة الملايين ، ولم يتم تجاهله ، ففي عام 1999، تم منح جيمي كارتر وزوجته روزالين الميدالية الرئاسية للحرية ، ثم في عام 2002، تم منح جيمي كارتر جائزة نوبل للسلام وذلك لتفانيه لعقود من الجهد الدؤوب لإيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، ولتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، هذه جائزة قيمة فقد تلقى ثلاث رؤساء اخرين فقط فى الولايات المتحدة هذه الجائزة .

مواضيع مميزة :
loading