يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

هل يحلم الأخطبوط؟

الأخطبوط مثير بصريا عندما ينام، بينما قد يتقلب البشر، ويقدم الأخطبوط عرضا خفيفا حيث يغير الألوان والأنماط أثناء الراحة، وتوصل بحث جديد إلى أن الأخطبوط له حالتان رئيسيتان متناوبتان من النوم وهما النوم الهادئ والنوم النشط، وتشير الألوان إلى أن الأخطبوط يمر بشيء قد يشبه الحلم.

 

أثناء النوم الهادئ يكون الأخطبوط هادئا للغاية، مع بشرة شاحبة وتنقبض بؤبؤة العين إلى شق، والحالة الثانية هي النوم النشط حيث يقوم الأخطبوط بتغيير لون الجلد وملمس ديناميكي ويحرك كلتا العينين أثناء انقباض الماصات والجسم مع تشنجات عضلية كما قال الباحث الرئيسي سيدارتا ريبيرو من معهد الدماغ التابع للجامعة الفيدرالية من ريو غراندي دو نورتي، البرازيل.

الأخطبوط

يحدث النوم النشط عادة بعد فترة نوم طويلة هادئة وعادة ما لا يقل عن ست دقائق أو أكثر، وعادة ما يتكرر كل 26 إلى 39 دقيقة، واعتقد العلماء سابقا أن الثدييات والطيور فقط لديها حالتان متميزتان من النوم مع حركة العين الغير السريعة ونوم الريم وهو حركة العين السريعة، ونوم الريم عندما تحدث معظم الأحلام عادة، ثم وجد الباحثون أن بعض الزواحف لديها نوم حركة العين السريعة وغير السريعة، وتم اكتشاف حالة تشبه حركة العين السريعة في الحبار والتي هي أيضا رأسيات الأرجل مثل الأخطبوط.

 

يقول ريبيرو، قادنا ذلك إلى التساؤل عما إذا كنا قد نرى دليلا على حالتين للنوم في الأخطبوط أيضا، فالأخطبوط لديه الجهاز العصبي الأكثر مركزية من أي لافقاريات ومن المعروف أن لديه قدرة تعليمية عالية، ومن أجل معرفة ذلك سجل الباحثون مقاطع فيديو على الأخطبوط في المختبر وطوروا اختبار تحفيز بصري وميكانيكي لقياس عتبة استثارة الحيوانات في نقاط مختلفة عبر دورة النوم والاستيقاظ.

 

تظهر النتائج أن الأخطبوط في كلتا حالتي النوم كان بحاجة إلى محفز قوي لإستحضار استجابة سلوكية مقارنة بحالة التأهب التي يكون خلالها الأخطبوط حساس للمنبهات الضعيفة جدا، كما قالت الباحثة الأولى وطالبة الدراسات العليا سيلفيا ميديروس من معهد الدماغ من الجامعة الفيدرالية في ريو غراندي دو نورتي بالبرازيل.

هل الأخطبوط النائم يحلم؟
وجدت الأبحاث السابقة أنه عندما تستريح رأسيات الأرجل تصبح خلاياها التي تحتوي على صبغة (كروماتوفور) نشطة، وفي الفيديو أعلاه على سبيل المثال، يروي ديفيد شيل أستاذ البيولوجيا البحرية في جامعة ألاسكا باسيفيك في أنكوريج أن أخطبوطا نائما يدعى هايدي يغير ألوان حوضه، وتقول شيل إنه إذا كان هايدي يحلم فإن ألوانه المتغيرة يمكن أن توحي بموضوعات أحلامه.

 

هل يختبر الأخطبوط شيئا مثل الأحلام حقا؟
لا يمكن التأكيد على أن الأخطبوط يحلم لأنه لا يستطيع إخبارنا بذلك، لكن نتائجنا تشير إلى أنه أثناء النوم النشط يمر الأخطبوط بحالة مماثلة لحالة نوم حركة العين السريعة، وهي الحالة التي يحلم بها البشر أكثر من غيرهم،"ميديروس يقول، وإذا كان الأخطبوط يحلم بالفعل فمن غير المرجح أن تختبر مؤامرات رمزية معقدة مثلنا، ومدة النوم النشط في الأخطبوط قصيرة جدا (عادة من بضع ثوان إلى دقيقة واحدة)، وإذا كان هناك أي حلم خلال هذه الحالة فيجب أن يكون أشبه بمقاطع فيديو صغيرة أو حتى صور متحركة.

 

يقول الباحثون إن النتائج لها آثار مثيرة للإهتمام لفهم إدراك الأخطبوط، وتطور النوم، والعلاقة المحتملة بين النوم والإدراك في رأسيات الأرجل، وهم يرغبون في مواصلة البحث من أجل فهم أفضل لما يحدث بالضبط عندما تنام الحيوانات، ويقول ريبيرو، من المغري التكهن بأن حلم الأخطبوط تماما مثل البشر قد يساعد في التكيف مع التحديات البيئية وتعزيز التعلم، فهل الأخطبوط يمر بالكوابيس؟ هل يمكن كتابة أحلام الأخطبوط على أنماط جلده الديناميكي؟ هل يمكننا تعلم قراءة أحلامه من خلال قياس هذه التغييرات؟

مواضيع مميزة :
loading