يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

قصة حياة الجنرال الامريكي دوجلاس ماك آرثر

كان دوجلاس ماك آرثر (1880-1964) جنرالا اميركيا قاد قوات جنوب غرب المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، واشرف دوجلاس ماك آرثر على احتلال الحلفاء الناجح لليابان بعد الحرب وقاد قوات الامم المتحدة في الحرب الكورية (1950-1953) .

 

وكان دوجلاس ماك آرثر شخصية مقبلة على الحياة، مثيرة للجدل، وموهوبة وصريحة، وفي نظر الكثيرين، مغرور ، تخرج دوجلاس ماك آرثر من الاكاديمية العسكرية الامريكية في ويست بوينت في عام 1903 وساعد في قيادة الفرقة 42 في فرنسا خلال الحرب العالمية الاولى (1914-1918) .

 

وذهب ليشغل منصب مدير جامعة ويست بوينت، ورئيس اركان الجيش والمرشد الميداني في الفلبين، حيث ساعد في تنظيم الجيش ، وخلال الحرب العالمية الثانية، عاد دوجلاس ماك آرثر لتحرير الفلبين في عام 1944 بعد ان سقطن في يد اليابانيين ، وقد قاد ماك ارثر قوات الامم المتحدة خلال بداية الحرب الكورية .

 

 

السنوات الاولي من حياة دوجلاس ماك آرثر :
ولد دوجلاس ماك آرثر في 26 يناير 1880، في ثكنة ليتل روك في اركنساس ، وقضي دوجلاس ماك آرثر طفولته المبكرة في ماكارثور في المواقع الامامية الحدودية الغربية حيث كان والده ضابط هناك وهو الضابط آرثر ماك آرثر (1845-1912) ، وتحدث عن تجربته هناك في طفولته قائلا "لقد تعلمت هناك ان اطلق النار حتى قبل ان اتمكن من القراءة او الكتابة وفي الواقع، قبل حتى ان اتمكن من المشي او الحديث" .

 

في عام 1903، تخرج دوجلاس ماك آرثر من الاكاديمية العسكرية الامريكية في ويست بوينت ، وبوصفه ضابطا صغيرا في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الاولى ، كان متمركزا في الفلبين وحول الولايات المتحدة، وعمل كمساعد لابيه في الشرق الاقصى وشارك في الاحتلال الامريكي لفيراكروز بالمكسيك عام 1914 ، وبعد ان دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى في عام 1917، ساعد دوجلاس ماك آرثر في قيادة الفرقة 42 "قوس قزح" في فرنسا وتم ترقيته الى عميد بعد ذلك .

 

الجنرال الامريكي دوجلاس ماك آرثر

الجنرال الامريكي دوجلاس ماك آرثر

 

دوجلاس ماك آرثر بين المعارك :
من عام 1919 الى 1922 خدم دوجلاس ماك آرثر كمراقب لمنطقة ويست بوينت، ووضع مجموعة متنوعة من الاصلاحات الهادفة ، وفي عام 1922، تزوج من سوسياليتي لويز كرومويل بروكس (1890-1965) وتطلقوا في عام 1929، وفي عام 1937 تزوج دوجلاس ماك آرثر من جان فيركلوث (1898-2000)، وانجبا طفلا واحدا، وهو آرثر ماك آرثر الرابع، في العام التالي .

 

وفي عام 1930 الرئيس هربرت هوفر (1874-1964) عين دوجلاس ماك آرثر رئيس اركان الجيش، برتبة جنرال ، وفي هذا الدور، ارسل دوجلاس ماك آرثر قوات الجيش لاخراج محاربي الحرب العالمية الاولى القدامي العاطلين عن العمل من واشنطن العاصمة، وفي عام 1932 ، كانت العلاقة بين دوجلاس ماك آرثر والجيش متوترة كثيرا .

 

وفي عام 1935، بعد انتهاء ولايته كرئيس هيئة الاركان، كلف دوجلاس ماك آرثر بانشاء قوة مسلحة للفلبين، التي اصبحت كومنولث الولايات المتحدة في ذلك العام (وحصلت على الاستقلال في عام 1946) ، وفي عام 1937، كان من المقرر ان يعود للعمل في الولايات المتحدة، واستقال دوجلاس ماك آرثر من الجيش، مشيرا الى ان مهمته لم تنته ، وظل في الفلبين، حيث عمل مستشارا مدنيا للرئيس مانويل كيزون (1878-1944)، الذي عينه مارشال ميداني في الفلبين .

 

 

الحرب العالمية الثانية :
في عام 1941، كانت اليابان التوسعية تشكل تهديدا متزايدا، وتم استدعاء دوجلاس ماك آرثر للخدمة الفعلية لكي يكون قائد القوات الامريكية في الشرق الاقصى ، وفي 8 ديسمبر 1941، تم تدمير قواته الجوية في هجوم مفاجئ من اليابانيين، وسرعان ما غزوا الفلبين ، وتراجعت قوات دوجلاس ماك آرثر الى شبه جزيرة باتان، حيث كافحوا من اجل البقاء .

 

وفي مارس 1942، بناء على اوامر من الرئيس فرانكلين روزفلت (1882-1945)، هرب دوجلاس ماك آرثر واسرته وافراد من موظفيه من جزيرة كوريجيدور في قوارب وهربوا الى استراليا ، و بعد فترة وجيزة، وعد دوجلاس ماك آرثر "سأعود" ونزلت القوات الامريكية الفلبينية الى اليابان في مايو 1942 .

 

وفي ابريل 1942، تم تعيين دوجلاس ماك آرثر القائد الاعلى للقوات المتحالفة في جنوب غرب المحيط الهادئ وتم منحه وسام الشرف لدفاعه عن الفلبين، وقد امضى العامين ونصف العام المقبل بقيادة حملة قفز الجزيرة في المحيط الهادئ قبل العودة الشهيرة لتحرير الفلبين في اكتوبر 1944 ، ووقتها قال " لقد عدت، وبفضل الله ستقف قواتنا مرة اخرى على التربة الفلبينية " ، وفي ديسمبر 1944، تم ترقية دوجلاس ماك آرثر الى رتبة جنرال للجيش وسرعان ما اعطى قيادة جميع قوات الجيش في المحيط الهادئ .

 

وفي 2 سبتمبر 1945، قبل دوجلاس ماك آرثر رسميا استسلام اليابان على متن سفينة ميسوري في خليج طوكيو ، ومن عام 1945 الى 1951، اشرف دوجلاس ماك آرثر على تسريح القوات العسكرية اليابانية بنجاح، فضلا عن استعادة الاقتصاد، وصياغة دستور جديد والعديد من الاصلاحات الاخرى .

 

 

الحرب الكورية :
وفي يونيو عام 1950، قامت القوات الشيوعية من كوريا الشمالية بغزو جمهورية كوريا الجنوبية التي كانت متماشية مع الغرب، وشنت الحرب الكورية ، وكان دوجلاس ماك آرثر مسئولا عن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ، وقاتلت قواته الكوريين الشماليين ودفعتهم في النهاية الى الحدود الصينية .

 

واجتمع دوجلاس ماك آرثر مع الرئيس ترومان الذى شعر بالقلق من ان تعتبر الحكومة الشيوعية لجمهورية الصين الشعبية الغزو عملا عدائيا وتتدخل فى الصراع، وهنا اكد الجنرال دوجلاس ماك آرثر ان فرص التدخل الصيني ضئيلة .

 

وفي نوفمبر وديسمبر عام 1950، عبرت قوة هائلة من الجنود الصينيين الى كوريا الشمالية، ووضعت نفسها ضد الخطوط الامريكية، مما دفع القوات الامريكية الى العودة الى كوريا الجنوبية، وطلب دوجلاس ماك آرثر الاذن بتفجير الصين الشيوعية واستخدام القوات الصينية القومية من تايوان ضد جمهورية الصين الشعبية، ولكن رفض ترومان رفضا قاطعا كل هذه الطلبات .

 

وجاءت اقالة دوجلاس ماك آرثر لكي تثير ضجة قليلة بين الجمهور الامريكي، ولكن ترومان ظل ملتزما بابقاء الصراع في كوريا "حربا محدودة" ، وفي نهاية المطاف، بدأ الشعب الامريكي يدرك ان سياسات دوجلاس ماك آرثر وتوصياته قد ادت الى حرب موسعة على نطاق واسع في آسيا .

 

 

دوجلاس ماك آرثر في السنوات اللاحقة :
في ابريل 1951، عاد دوجلاس ماك آرثر الى الولايات المتحدة، حيث كان موضع ترحيب كبطل وتم تكريمه مع مسيرات في مدن مختلفة ، وفي 19 ابريل، القى خطابا متلفزا دراماتيكيا قبل جلسة مشتركة للكونجرس انتقد فيها سياسة ترومان الكورية .

 

وقام دوجلاس ماك آرثر وزوجته بالاقامة في جناح في فندق والدورف استوريا في مدينة نيويورك، وفي عام 1952، كانت هناك دعوات الى دوجلاس ماك آرثر للترشح الى رئاسة الجمهورية، ومع ذلك، اختار الحزب في نهاية المطاف دوايت ايزنهاور (1890-1969)، الذي ذهب الى الفوز في الانتخابات العامة، وفي العام نفسه، اصبح دوجلاس ماك آرثر رئيس ريمنجتون راند، صانعة المعدات الكهربائية وآلات الاعمال .

 

وتوفي دوجلاس ماك آرثر عن عمر يناهز 84 في 5 ابريل 1964، في مستشفى والتر ريد في واشنطن العاصمة ودفن في النصب التذكاري في نورفولك، فيرجينيا .

مواضيع مميزة :
loading