النمر أكبر أفراد فصيلة القطط أو السنوريات، ولا ينافسه إلا الأسد في الحجم والقوة والشراسة، والنمر أحد أكثر الحيوانات شهرة في العالم، وهو مهدد بالإنقراض في كل الأماكن التي يعيش فيها، ويعتبر النمر من الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم، وهو صياد انفرادي لا يفضل العيش في جماعات، وعادة ما يبحث عن الطعام بمفرده في الليل، وعلى الرغم من أن النمر ينتمي إلى جنس القطط إلا أنك قد تتفاجأ أن النمر سباح ماهر، وهنا سوف نتناول هنا كل المعلومات والحقائق المدهشة والمثيرة عن هذا الحيوان المفترس القاتل الجميل.
تاريخ وتكيف النمر الطبيعي:
تكيف النمر مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من البيئات من التايغا السيبيرية حيث يمكن أن تكون الليالي باردة أقل من -40 درجة مئوية، إلى مستنقعات المنغروف في سونداربانس حيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، ويعيش النمر في موائل تتراوح من الأراضي العشبية الجافة إلى الغابات المطيرة، وتدعم الأراضي العشبية والغابات العشبية المختلطة و الغابات المتساقطة الأوراق بدلا من الغابات المظللة الكثيفة، حيث تحافظ هذه الموائل على أكبر عدد من أنواع الفرائس، ونظرا لتطوره في الغابات المعتدلة وشبه الاستوائية في شرق آسيا، أصبح النمر أقل تحملا للحرارة من القطط الكبيرة الأخرى، وهو ما قد يفسر سبب كونه سباحا ماهرا حيث يبدو أنه يستمتع بالاستحمام، وقد يتسلق الأشجار.
عادة ما يصطاد النمر ليلا ويفترس مجموعة متنوعة من الحيوانات، ولكنه يفضل الفرائس المتوسطة مثل الغزلان والخنازير البرية، والنيص على الرغم من خطر الإصابة بـ الأشواك الموجودة على جسم النيص، ويتجنب النمر الثدييات الكبيرة الصحية بشكل عام، على الرغم من وجود حالات مسجلة لمهاجمة الأفيال وجاموس الماء البالغ، وقط يهاجم النمر الماشية أحيانا بالقرب من مساكن البشر، ويمكن لبعض النمور أن تزدهر على الماشية الداجنة، وبعد القيام بالقتل وتناول ما في وسعه يقوم بمحاولة لإخفاء الذبيحة عن النسور والحيوانات النباشة الأخرى حتى يتمكن من الحصول على وجبة أخرى في وقت لاحق.
معلومات سريعة عن النمر:
* النمر سباح جيد ويحب الماء.
* يتم اصطياد النمر من أجل جلده وفرائه وأجزاء الجسم الأخرى.
* يميز منطقته بالبول لإبعاد النمور الأخرى.
* يبلغ طول أسنانه حوالي 4 بوصات.
* يساعد ذيل هذا المخلوق الطويل في الحفاظ على توازنه.
أنواع النمر:
عند النظر في الأنواع الفرعية التسعة، فإن النمر السيبيري هو الأكبر في المجموعة، وينمو ليبلغ طوله 10.5 قدم أو أطول، وإنه أيضا الأثقل وزنا، حيث يبلغ وزنه 660 رطلا، ويعرف النمر السومطري بأنه أصغر تصنيف للأنواع، حيث يزن حوالي 260 رطل وينمو ليبلغ طوله حوالي 8 أقدام، وعلى الرغم من أنه يبدو أن الأنواع الفرعية التسعة لها نفس اللون، إلا أن هناك بعض الاختلافات، على سبيل المثال، النمر السومطري هو ذو الفراء الأكثر قتامة مع خطوطه الموضوعة بالقرب من بعضها البعض، وبعض الأنواع لديها الكثير من الخطوط على أرجلها بينما البعض الآخر لديها القليل جدا من الخطوط.
النمر البنغالي هو الأكثر أعداداً من بين جميع الأنواع الفرعية، ومعظمه لديه معطف برتقالي محمر مألوف مع خطوط سوداء، ومن المثير للإهتمام أن بعض نمور البنغال والنمور السيبيرية لديهم جين متنحي يتسبب في الحصول على معطف أبيض مع خطوط سوداء، والقطط مع معطف الفرو الأبيض والأسود هذا لا توجد عادة في البرية، ويتم تصنيف نمر جنوب الصين على أنه مهدد بالإنقراض، وفي الواقع، سكانه غير معروف أماكن تواجدهم، ولسوء الحظ، أعلنت الحكومة أنه آفة وتم اصطياده مما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير.
يعيش نمر الملايو في مناخ استوائي، وبشكل أكثر تحديد، يعيش في غابات ذات أشجار عريضة الأوراق في تايلاند، وقد انخفض عدد سكانه، وأصبح معرض للخطر، ويعيش النمر الهندي الصيني في كمبوديا وتايلاند وفيتنام، وهذه السلالة لها معطف أغمق من تلك الموجودة في النمر البنغالي وهي أصغر حجما من السلالة البنغالية، وهم يعيشون في موطن جبلي، وعدد سكانها غير معروف لأنهم يعيشون في مثل هذه الأماكن النائية، وقد انقرضت الآن نمور بالي وجافان ونمر بحر قزوين، وهذا بسبب نشاط الصيد الجائر وكذلك فقدان الموائل، وهناك تسعة أنواع فرعية من النمر، سنتعرف على بعض المعلومات عنها من خلال السطور القليلة التالية:
1. النمر السيبيري:
يعتبر النمر السيبيري بشكل عام أكبر أنواع النمور، على الرغم من أنه مماثل في الحجم لنمر البنغال، حيث يبلغ متوسط حجمه حوالي 5-7 أقدام، ويمكن أن يصل بعض الذكور إلى 10 أقدام أو أكثر، كان أثقل نمر تم تسجيله كان يزن 660 رطلاً، يُعرف النمر السيبيري أيضًا بصدره العريض وجمجمته الكبيرة، نظرًا لأنه يعيش في المناطق الباردة والثلجية، بما في ذلك الممرات الجبلية، وهو يتمتع بفراء كثيف لمساعدته على البقاء في فصول الشتاء القاسية، من الحقائق الممتعة عن النمور السيبيرية أنها معروفة بالفوز على الدببة، ففي حين أنهم يفضلون الفريسة الأصغر مثل الغزلان والظباء، فإنهم سيطاردون الدببة عندما يكون الطعام نادرًا، ولكن في بعض الأحيان، ترد الدببة بقتل النمور الصغيرة والإناث.
2. النمر البنغالي:
يعتبر النمر البنغالي من أشهر سلالات النمور، في الواقع، ربما يكون هذا هو ما يتبادر إلى الذهن عندما تتخيل نمرًا، له فراء برتقالي مع خصلات بيضاء حول الأذنين وخطوط سوداء أسفل الظهر، ويتميز بفكين قويين وأرجل خلفية قوية وأقدام أمامية يمكنها قطع رأس فريستها حرفيًا، بالإضافة إلى ذلك، تولد بعض نمور البنغال بطفرة جينية تمنحها الفراء الأبيض والعيون الزرقاء، ولكنهم في الواقع ليسوا ألبينو، بل هي مجرد تحور في الجينات التي تتحكم في لونه، ولكي يحصل النمر البنغالي على هذا اللون يحتاج كلا الوالدين إلى حمل الجين حتى يولد الشبل بهذه الطريقة، لذلك يمثل النمور البيضاء واحدة فقط من كل 10000 ولادة، وكواحدة من أقدم أنواع النمور، كانت النمور البنغالية موجودة منذ 12000 - 16500 سنة حيث يعود تاريخها إلى أواخر العصر البليستوسيني المتأخر.
3. النمر الهندي الصيني:
كما يوحي اسمه، يمكن العثور على نمر الهندي الصيني حول منطقة الهند الصينية في آسيا، وأكبر عدد من سكانه تم العقور عليها في تايلاند وبورما وفيتنام، ويُعرف هذا النمر أحيانًا باسم نمر كوربيت، واسمه العلمي يشمل كوربيتي، وهذا تكريما للصياد البريطاني الشهير جيم كوربيت، الذي غالبًا ما كان يتم استدعاؤه لقتل النمور والفهود التي تأكل الإنسان في أوائل القرن العشرين، مثل جميع أنواع النمور الحية، فإن نمر الهندي الصيني مهدد بالانقراض، وأعداده تتضاءل بسرعة، ويقول بعض الخبراء أنه يجب تصنيفها على أنها "مهددة بالانقراض" الآن حيث لم يتبق سوى حوالي 300 - 400 فرد.
التجارة غير المشروعة هي السبب الرئيسي لتراجع أعدادها، ويمكن استخدام كل جزء من النمر تقريبًا في الطقوس والأدوية والملابس والمجوهرات والنبيذ، لذلك هناك دائمًا طلب عليها، كما يمكن طحن المخالب والعظام لاستخدامها في العجائن والكمادات؛ وبعض المجتمعات يمكن أن تأكل الأعضاء الداخلية النمر.
4. نمر الملايو:
نمر الملايو لديه العديد من أوجه التشابه مع النمر الهندي الصيني، ففي الواقع، لم يتم اعتباره سلالة منفصلة حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، هذا هو السبب في وجود جدل حول اسمه العلمي، وبغض النظر عن تسميته، نمور الملايو في مأزق، لقد تحولوا من معرضين لخطر الانقراض إلى معرضين لخطر شديد في السنوات الأخيرة، ولا تزال أعدادهم في انخفاض، حيث يوجد أقل من 200 من البالغين الناضجين القادرين على التكاثر.
تعد إزالة الغابات أحد أكبر أسباب تناقص أعداد نمر الملايو، والصيد الجائر هو سبب آخر، ومثل نمر الهند الصينية، تُستخدم عظامه وجلده في كل شيء من الأدوية التقليدية إلى الطقوس الثقافية، ويعتبر قتل النمر رمزًا عظيمًا للمكانة بين الصيادين، ويعمل دعاة الحفاظ على البيئة بجد لحماية هذه النمور بينما لا يزال هناك متسع من الوقت.
5. نمر جنوب الصين:
نمر جنوب الصين من الأنواع النادرة للغاية، في الواقع، قد يكون منقرضًا وظيفيًا حيث لم يتبق منهم سوى 30-40 نمر فقط، وجميعهم في حدائق الحيوان، لم يتم رصد نمر جنوب الصين في البرية منذ عقود، إذا ماذا حدث؟ في سبعينيات القرن الماضي، عندما كانت الحكومة الصينية تطهر مساحات شاسعة من الأراضي لأغراض التنمية التجارية، ظلوا يطاردون في جحافل النمور، حتى أعلنوا إنها آفة وحاولوا إبادتها مما تسبب في انخفاض عدد نمور جنوب الصين من أكثر من 4000 إلى 40.
النبأ السار هو أن الحكومة غيرت موقفها وتحاول الآن حماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض، وهي تُعتبر فئة محمية الآن، وتحاول حدائق الحيوان في الصين وجنوب إفريقيا بنشاط تكاثرها، حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام حول نمر جنوب الصين هو أنه قد يكون لديه طفرة جينية تمنحه فروًا أزرق، لم يتم إثبات هذا مطلقًا، لكن شهود العيان اعتادوا على أقسم أنهم رأوا نمورًا زرقاء وبيضاء في جبال الصين، إذا كان هذا صحيحًا، فستكون سمة موروثة تشبه إلى حد كبير الطفرات البيضاء لنمر البنغال، وحيوان رائع يمكن رؤيته!
6. نمر سومطرة:
خارج حدائق الحيوان، توجد نمور سومطرة فقط في جزيرة سومطرة الإندونيسية، ويعتقد العلماء أن ارتفاع مستوى سطح البحر هو ما فصلهم عن نمور "البر الرئيسي" منذ ما بين 6000 إلى 12000 عام، لذلك في حين أن جميع أبناء عمومتهم لديهم روابط وراثية وثيقة، فإن نمور سومطرة تطورت بشكل مختلف، فتميل نمور سومطرة إلى أن تكون أصغر من السلالات الأخرى، على سبيل المثال، لديهم حوالي نصف ثقل النمر البنغالي أو السيبيري، إنها أقصر قليلاً فقط، لكنها ذات بنية أخف وزناً أقل بكثير.
خطوطهم هي سمة مميزة أخرى، لديهم خطوط مظلمة ومحددة للغاية، وتمتد على كامل الجسم، حتى أن لديهم خطوطًا على أرجلهم الأمامية،، وهو ما ليس موجوداً في كل أنواع النمور، شيء آخر ملحوظ عن نمور سومطرة هو أنها الأنواع الوحيدة الباقية من النمر في إندونيسيا، إنهم معرضون لخطر شديد، لكنهم لازالوا صامدين، هذا يميزهم عن كل من نمور بالي وجاوان التي عاشت في نفس المنطقة ولكنها انقرضت.
7. نمر بحر قزوين:
كانت هذه النمور، التي تتجمع حول بحر قزوين، مخلوقات شرسة وقوية ذات جماجم كبيرة وأجسام أكبر، وكان أكبر عينة تم تسجيلها على الإطلاق كان طولها 11.8 قدمًا، وللأسف، تم الإعلان عن انقراض نمر بحر قزوين، لا يوجد أحد منهم في الأسر، ولم يتم رصده في البرية منذ عقود، وفي حين أنه من المحتمل أنه لا تزال هناك مجموعات غير مكتشفة، إلا أن دعاة الحفاظ على البيئة لا يعلقون الأمل على ذلك، عندما كانوا على قيد الحياة، كانت نمور بحر قزوين ذات ألوان صامتة، في الواقع أطلق عليها المستكشفون في القرن التاسع عشر اسم "النمور الرمادية" في رؤيتهم الأولى، ومع ذلك، تظهر الجلود التي بقيت على قيد الحياة أنها كانت تحتوي على فراء برتقالي صدئ مع الكثير من اللون البني.
8. نمر بالي:
كان نمر بالي يعيش في الجزر الإندونيسية جنبًا إلى جنب مع نمر سومطرة ونمر جافان، لكنه لم يُر منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ويعتبر منقرضًا منذ خمسينيات القرن الماضي، وعندما كان على قيد الحياة، كان معروفًا بكونه من بين أصغر أنواع النمور، وبقاياها الوحيدة في العالم اليوم هي الجماجم والعظام المحفوظة في المتاحف.
9. نمر جافان:
نمر جافان هو آخر "ثلاثي النمر" الذي سيطر على إندونيسيا ذات يوم، ومنذ انقراضها في وقت ما في سبعينيات القرن الماضي لم يُعرف الكثير عنها، لكن الشيء الرائع هو أن هناك تقارير دورية عن نمور في المنطقة، في عام 2009، ادعى السكان المحليون أنهم رأوا نمرة مع شبلين، ووجد المسؤولون آثارًا جديدة على الأرض، في عام 2010، بعد ثوران بركان، شوهدت آثار أقدام في الرماد، في عام 2017، التقط حارس الحياة البرية في حديقة وطنية صورة لمخلوق يشبه النمر يتغذى على ثور، هذه المشاهد قد لا تكون لنمور جافان، ويمكن أن تكون لنمور أو قطط أخرى تعيش في المنطقة، ويمكن أن تكون خيال السكان المحليين المتفائلين.
مظهر النمر وسلوكه:
النمر لديه معطف كثيف من الشعر البرتقالي المحمر يتميز بنمط من الخطوط السوداء، و لكل نمر نمطه الخاص من الخطوط مثل بصمات أصابع الإنسان، وله ذيل طويل وكذلك أسنان ومخالب حادة، ويبلغ طول جسمه من 5 إلى 10.5 قدم ويمكن أن يزن من 240 إلى 675 رطلا، اعتمادا على النوع الفرعي، وأكبر نمر على الإطلاق يزن أكثر من 800 رطل بينما أكبر سلالات النمر هو النمر السيبيري الذي يبلغ متوسط وزنه 660 رطلا.
يبلغ طول ذيل هذا القط المخطط حوالي 3 أقدام، ويستخدم ذيله للحفاظ على التوازن عند إجراء المنعطفات السريعة أثناء الجري وراء الفريسة، ويستخدم مخالبه التي بطول 4 بوصات للانقضاض على الفريسة، بالإضافة إلى ذلك، تسمح له كفوفه بالمشي بهدوء أثناء مطاردة وجبته التالية، وأيضا، لديه أقدام مكففة تجعله سباح ممتاز إذا اضطر لعبور نهر أو مجرى مائي أو أي جسم مائي آخر بحثا عن فريسة.
النمر البالغ هو من الحيوانات التي لديها عدد قليل جدا من الحيوانات المفترسة، والبشر هم المفترسين الرئيسيين لهذه القطط، ولكن النمر أيضا معرض للخطر من الأفيال والجواميس الكبيرة بسبب القوة والحجم غير العاديين لهذه الثدييات، وسرعته و مخالبه وأسنانه كلها سمات دفاعية لهذا القط الكبير.
النمر حيوان منعزل، والاستثناء الوحيد هو عندما تقوم الإناث بتربية صغارها، وفي المناسبات النادرة التي تظهر فيها هذه القطط الكبيرة في مجموعة تسمى المجموعة، وتحاول هذه القطط الكبيرة البقاء بعيدا عن أنظار البشر والحيوانات الأخرى، ولكن يمكن أن تكون عدوانية إذا تم غزو أراضيها.
موطن النمر:
النمر حيوان يعيش في جنوب وجنوب شرق آسيا وكذلك الجزء الشرقي من روسيا والصين، ويعيش البعض في مناخات معتدلة بينما يعيش البعض الآخر في بيئات مدارية، ويعيش النمر السيبيري في المناخات الباردة حيث تتساقط الثلوج، ومعطف الفرو الثقيل وطبقة إضافية من الفراء على أقدامه تحميه من درجات الحرارة الباردة، وأيضا، لديه طبقة إضافية من الفراء حول عنقه تسمى أحيانا الوشاح، وهذا يعزله عن البرد أكثر.
يعيش النمر في موائل مختلفة بما في ذلك المستنقعات والأراضي العشبية وغابات المنغروف، ويعتمد نوع الموطن الذي يعيش فيه كل نوع فرعي على نوعه، فيعيش نمر الملايو في غابات استوائية عريضة الأوراق بينما يعيش النمر الهندي الصيني في المناطق الجبلية والتلال، ويعيش النمر البنغالي في الغابات المطيرة بينما يعيش النمر السومطري في غابات الأراضي المنخفضة وحول المستنقعات، ويهاجر النمر أحيانا لمسافات قصيرة للعثور على أكبر عدد من الفرائس، وأيضا، قد يهاجر إلى منطقة بها ثلوج أقل ودرجات حرارة أكثر دفئا في أشهر الطقس البارد.
أقرأ أيضاً - ما الفرق بين الأسد والنمر؟
غذاء النمر:
ماذا يأكل النمر؟ النمر من الحيوانات آكلة اللحوم ولديه القدرة على اصطياد وأكل الثدييات المتوسطة وفي بعض الأحيان الكبيرة، وتعتبر الغزلان والظباء والجاموس والخنازير البرية من فريسة النمر، كما يأكل القرود والدب الكسلان والفهود، ومن المعروف أن النمر يأكل التمساح، ويستخدم النمر مهارات المطاردة والسرعة والحركات السريعة للقضاء على فرائسه، ومع ذلك، فإن هذه القطط الكبيرة تأكل عادة مرة واحدة فقط في الأسبوع، والنمر قادر على تناول 75 رطلا من اللحوم في المرة الواحدة، ولكي تتخيل حجم وليمة النمر، يمكن القول أنها تساوي أربعة كلاب بالغة، ولدى النمر عادة قتل الفريسة، وتناول الطعام بقدر ما يريد، ثم تغطية ما تبقى منها بالأوراق حتى يتمكن من العودة لاحقا لتناول وجبة خفيفة.
أهم مفترسات وتهديدات النمر:
بسبب حجمه وقوته، لا يوجد لدى النمر البالغ الكثير من الحيوانات المفترسة، والبشر هم المخلوقات المهددة لبقاء لهذا الحيوان، ويمكن أن تشكل الفيلة والدببة أيضا تهديدا لهم، ولدى أشبال النمر على حيوانات مفترسة أكثر بكثير من البالغين، والضباع والتماسيح والثعابين ليست سوى عدد قليل من الحيوانات المفترسة للأشبال، ويشكل فقدان الموائل من خلال إزالة الغابات تهديدا.
والصيد الجائر هو تهديد رئيسي آخر، ويتم اصطياد النمر من أجل جلده وفرائه وأسنانه وأجزاء الجسم الأخرى، وأيضا، يتم أسر العديد وبيعها للأفراد كحيوانات يقومون بتربيتها، وهذا غير قانوني، ولا تتلقى هذه المخلوقات الرعاية المناسبة عند بيعها كحيوانات أليفة غريبة، وفي كثير من الحالات، يتضورون جوعا من قبل أصحابها ولا يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة أو المأوى أو التدريب، وليس من المستغرب أن النمر الذي يتم الاحتفاظ به كحيوان أليف غريب معروف بمهاجمة وإصابة أو قتل الأشخاص الذين قاموا بشرائه.
بالطبع، يتلقى النمر الذي يعيش في بيئة حديقة الحيوان الرعاية المناسبة من الأطباء البيطريين وغيرهم ممن تم تدريبهم على رعايته بالطريقة المناسبة، وبصفة عامة النمر مهدد بخطر الانقراض مع تناقص عدد السكان، ولحسن الحظ، فهو محمي الآن بموجب اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية.
تكاثر النمر:
عادة ما يقع موسم التكاثر لهذا المخلوق المفترس بين نوفمبر وأبريل، ومع ذلك، يمكن أن يتكاثر النمر في أي وقت من السنة، وأنثى النمر المستعدة للتزاوج تحدد منطقتها برائحة معينة، وهذا يجذب الذكور في المنطقة، ويتقاتل الذكور أحيانا ويتنافسون على أنثى مستعدة للتزاوج، والنمر ليس أحادي الزواج، ويتزاوج مع شركاء مختلفين في كل موسم تكاثر.
وتصل فترة الحمل لدى النمر حوالي 100 يوم، ويمكن أن يتراوح عدد النسل من 1 إلى 7 أشبال، ولكن في المتوسط تلد الأنثى من 2 إلى 4 أشبال، ويزن كل نمر صغير أو شبل من 2 إلى 3 أرطال عند الولادة، ومثل القطط الأخرى، يولد أشبال النمر عمياء، وتفتح أعينها في غضون 6 إلى 12 يوما، ويعتمد هؤلاء الصغار حديثي الولادة على أمهم في كل شيء.
يتم الإعتناء بالأشبال من قبل والدتهم ويتم رعايتهم خلال الأسابيع الستة الأولى من الحياة، والأمهات تحمي أشبالهن، وتكون أشبال النمر الصغيرة عرضة لمجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة ويقع الكثير منها ضحية لها قبل أن تكون قوية بما يكفي للدفاع عن نفسها، ولذلك، إذا شعرت الأم أن صغارها مهددين بأي شكل من الأشكال، فإنها تنقلهم إلى وكر آخر، وبالإضافة إلى أنها تتركهم فقط لفترات قصيرة من الوقت للبحث عن الطعام، وتلعق كل صغير في محاولة لتنظيف فروه وتنشيط جهازه الهضمي.
في عمر 7 أسابيع، تغذي الأم الأشبال بالطعام الصلب، وهي تحضر الطعام إلى العرين وتكسره للأشبال، ويقضي الأشبال الكثير من الوقت في المصارعة و مطاردة بعضهم البعض كوسيلة لتقوية عضلاتهم وتعلم سلوكيات المطاردة، وفي عمر ثمانية إلى عشرة أشهر، يكون أشبال النمر جاهزين للخروج والصيد مع أمهم، ويبقون معها حتى يبلغوا من العمر عامين تقريبا.
ويعاني النمر من نفس التهديدات أو الأمراض مثل أنواع القطط الأخرى، ومن الأمثلة على ذلك سرطان الدم لدى القطط، وداء الكلب، وفقر الدم، والنمر يعيش من 10 إلى 15 عاما في البرية، وفي حدائق الحيوان يمكن أن يعيش حتى 20 عاما أو أكثر، وأقدم نمر في العالم كان النمر السومطري جليتا، وعاشت في حديقة حيوان هونولولو وبلغت من العمر 25 عاما.
التواصل بين النمور:
على الرغم من طبيعته الانفرادية، فإن الإتصال جزء مهم جدا من البيئة السلوكية للنمور، ويتواصلون من خلال بعض الأصوات مثل الزئير، والشخير، والصراخ، ومن خلال الإشارات مثل علامات الرائحة والخدوش على الأشجار، والنمور حيوانات إقليمية شرسة، لذا فإن هذه الإشارات مهمة بشكل خاص للتواصل حيث ينتهي نطاق منزل نمر ويبدأ نطاق آخر.
هل النمر مهدد بخطر الانقراض؟
النمر البنغالي هو أكثر أنواع النمور وفرة، ويتراوح عدد النمر البنغالي الذي يعيش في الهند بين 2500 و 3750 فرد، وبالنسبة للأنواع الفرعية الأخرى، وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، هناك 2154 إلى 3159 فردا ناضجا في البرية، وعدد سكان بعض النمور مثل نمر جنوب الصين غير معروف بسبب المنطقة الجبلية النائية التي يعيش فيها، وحالة الحفظ الرسمية للنمر مهدد بالإنقراض مع تناقص عدد السكان.
ما هي أهمية النمر البيئية؟
تعيش هذه القطط الجميلة والقوية في مناظر طبيعية متنوعة من الغابات المطيرة إلى الأراضي العشبية والسافانا إلى غابات المانغروف والموائل المرتفعة، لذا فالنمر يلعب دورا مهما في العديد من النظم البيئية التي تزود الطبيعة والناس بالمياه والغذاء ومجال للتجول، وبصفته من الحيوانات المفترسة في السلسلة الغذائية، يساعد النمر في الحفاظ على توازن موائلها من خلال افتراس الحيوانات الأخرى، وخاصة العواشب، وقد يؤدي كثرة الحيوانات العاشبة إلى الرعي الجائر وتدهور النظام البيئي.
كما يقود النمر الاقتصادات، حيثما يوجد النمر، يذهب السياح، وحيث يذهب السائحون، يمكن أن تجني الأموال من المجتمعات التي لديها بدائل قليلة للدخل، وتساعد مشاريع حماية النمر على توفير سبل عيش بديلة للمجتمعات الريفية، ولحماية النمر، نحتاج إلى حماية مساحات شاسعة من الغابات عبر آسيا حيث يعيش، ومن خلال حماية هذه الأماكن المتنوعة بيولوجيا، يمكننا أيضا الحفاظ على العديد من الأنواع المهددة بالإنقراض التي تعيش هناك، ومن المعروف أن الغابات المحمية للنمر تخزن كمية من الكربون أكثر من أنواع الموائل الأخرى، مما يساعد على التخفيف من تغير المناخ.
أقرأ أيضاً - ما هي الحيوانات المفترسة الشبيهة بحيوان النمر؟
أسئلة وأجوبة:
س: ما الحيوان الذي يقتل النمر؟
ج: الحيوانات المفترسة مثل الكلاب البرية الآسيوية التي تسمى دوول قد تفترس النمور ولكن هذه الهجمات النادرة عادة ما يتم مواجهتها بخسائر فادحة لحزمة الكلاب، والبشر هم أكبر تهديد لجميع مجموعات النمور.
س: بماذا يشتهر النمر؟
ج: يعتبر النمر من أكثر الكائنات المدهشة على هذا الكوكب، فهو أكبر أعضاء عائلة القطط و يشتهر بقوته وصلابته وباعتباره أكبر عضو في عائلة القطط، فإن النمر قوي وواحد من أكثر الحيوانات المفترسة رعبا في الطبيعة.
س: من يفوز بالمعركة الأسد أم النمر؟
ج: تحالف الأسود المكون من 2-3 ذكور سيكون له ميزة واضحة على نمر وحيد، وسيكون لمجموعة من 2-4 إناث من الأسود ميزة مماثلة على أنثى نمر وحيدة، والخلاصة، في حين أن النمر سيكون أفضل من الأسد في المعركة في البرية وجها لوجه، إلا أن الفخر أو الكبرياء التي تتكون من مجموعة من الأسود ضد نمر واحد سيجعلهم يفوزون بالمعركة.
س: ما الذي يخافه النمر؟
ج: النمر مثل غالبية الحيوانات يخافون من النار، وإن استخدام النار لإبعاد النمر كان يمارس منذ عقود من قبل مروجي القطط الكبيرة، ويخاف النمر أيضا من أصوات غريبة لم يسمع بها من قبل.
س: هل النمر حيوان ذكي؟
ج: من بين جميع القطط الكبيرة، يعتبر النمر الأكثر ذكاء.
س: هل يمكن للإنسان أن ينجو من معركة مع النمر؟
ج: يمكن للإنسان أن ينجو من معركة مع النمر إذا كان الحظ في صالحه، لكن الفرص ضئيلة للغاية، والخيار الأكثر أمانا هو تجنب الدخول في معركة مع النمر تماما، وبمجرد أن يقرر الحيوان الإشتباك، ستكون ميتا.
