المها العربي يسمى أيضا المها الأبيض، وهو من الظباء متوسطة الحجم، ويمكن التعرف على المها العربي بسهولة من خلال نتوء مميز في الكتف والقرون الطويلة المستقيمة ذات رؤوس سوداء مع الذيل المعنقد، وهو من فصيلة البقريات، وأصغر عضو في جنس المها، وموطنه الصحراء ومناطق السهوب في شبه الجزيرة العربية، وقد انقرض المها العربي في البرية في أوائل السبعينيات، ولكن تم حفظه في حدائق الحيوان والمحميات الخاصة، وأعيد إدخاله في البرية، فأين يعيش المها العربي الآن في شبه الجزيرة العربية؟ وكيف تكيف المها العربي في البيئة الصحراوية القاسية؟ وما أهم التهديدات التي تواجهه؟ تابعونا.
وصف المها العربي
يعتبر المها العربي من أكبر الثدييات الصحراوية في المنطقة العربية، وكان على مر التاريخ جانبا مهما من تراثه، وبعد أن انقرض في البرية استقر مرة أخرى في شبه الجزيرة العربية الجافة، وهذا النوع من الظباء الصحراوية يتكيف بشكل كبير مع بيئته الصحراوية القاسية، ويعمل معطفه الأبيض اللامع على عكس أشعة الشمس وتكون حوافره شبيهة بالمجارف ومفلطحة، مما يمنح الحيوان مساحة كبيرة عند المشي على الأرض الرملية، ولكل من ذكور وإناث المها العربي قرون مستقيمة رائعة يصل طولها إلى 68 سم (27 بوصة)، والأنثى أنحف وأطول من الذكر، وتشتهر هذه الحيوانات بقدرتها على التحمل وجمالها وقد ألهمت العديد من الشعراء العرب.
موطن وموئل المها العربي
هذا الحيوان مستوطن في شبه الجزيرة العربية، وفي عام 1972 انقرض من البرية، ولكن تم إنقاذه من قبل حدائق الحيوان والمحميات الخاصة، وأعيد إدخاله في البرية منذ عام 1980، ونتيجة لذلك، تعيش المجموعات البرية الآن في أراضي فلسطين المحتلة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ومع إعادة الإدخال الحالية الإضافية، من المحتمل أن يتوسع هذا النطاق ليشمل بلدانا أخرى في شبه الجزيرة العربية، و يعيش المها العربي في الصحاري والسهول القاحلة في شبه الجزيرة العربية، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية حتى في الظل خلال فصل الصيف.
عادات ونمط حياة المها العربي
المها العربي من الحيوانات المجتمعية وتتكون المجموعة عادة من قطعان من 5 إلى 30 حيوان، وإذا كانت الظروف سيئة، تميل المجموعات إلى أن تتكون من ذكر مع زوجين من الاناث مع صغارها، ويعيش بعض الذكور حياة أكثر انفرادية ويملكون مناطق شاسعة، داخل القطيع يتم إنشاء تسلسل هرمي للهيمنة من خلال عرض المواقف، والتي تتجنب الإصابة الخطيرة من قرونهم الطويلة الحادة، ويبدو أن هذه الحيوانات قادرة على اكتشاف هطول الأمطار على مسافة بعيدة وتعيش حياة بدوية تقريبا، وتسافر إلى مناطق شاسعة بحثا عن نمو جديد ثمين بعد هطول الأمطار المتقطع.
وينشط المها العربي في الغالب في الصباح الباكر وفي أواخر المساء، ويستريح في مجموعات في الظل عند وجود حرارة منتصف النهار الحارقة، ويحفر المها العربي المنخفضات في الأرض بحوافره الأمامية حتى يتمكن من الاستلقاء في الرمال الباردة، مما يوفر بعض الحماية من رياح الصحراء الشديدة.
غذاء المها العربي
المها العربي من الحيوانات العاشبة الراعية ويأكل الأعشاب وكذلك الجذور والدرنات والشجيرات والحشائش، ويمكن أن يستمر دون شرب الماء لفترة طويلة، كما أن يمكنه استخراج المياه من النباتات التي يتغذى عليها، مما يسمح له بالبقاء على قيد الحياة في المناخ الصحراوي الجاف في قطر، ويمكن لهذا الحيوان أن يأكل النباتات السامة للحيوانات الأخرى.
تكاثر المها العربي
المها العربي متعدد الزوجات، وهذا يعني أن ذكرا واحدا يتزاوج مع العديد من الإناث في موسم تزاوج واحد، ويختلف توقيت الولادات، ومع ذلك، إذا كانت الظروف مواتية تستطيع الأنثى إنجاب عجل واحد في السنة في أي شهر، وتحدث معظم الولادات في القطعان التي تم إدخالها في الأردن وعمان من أكتوبر حتى مايو، ويستمر الحمل لهذا النوع حوالي 240 يوما، يتم فطام الصغار في سن 3.5-4.5 شهر، والإناث في الأسر تلد أول مرة عندما تكون في سن 2.5-3.5 سنة، والإناث تحمي صغارها بشدة، وتظل الأم قريبة عجلها وتعتني به وتنظفه في الأسابيع القليلة الأولى، وستعلمه أيضا البحث عن الطعام، وكذلك كيفية حماية نفسه من الحيوانات المفترسة، وبعد بضعة أسابيع، سيتمكن عجل المها العربي من الإعتناء بنفسه والانضمام إلى بقية القطيع.
التهديدات التي تواجه المها العربي
البدو الذين يعيشون في شبه الجزيرة العربية هم من الصيادين التقليديين للمها العربي من أجل جلده ولحمه، ومع ذلك، فإن الهلاك الكلي لهذه الحيوانات حدث بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت الأسلحة النارية ووسائل النقل الآلية متاحة، وكان هناك طلب على الصيد الرياضي، وفي عام 1972 تم إطلاق النار على آخر حيوان معروف وانقرضت الأنواع في البرية، وفي التسعينيات، كانت إعادة إدخال القطعان ناجحة وأصبح الصيد الجائر الآن مرة أخرى تهديدا خطيرا دمر السكان في عمان.
جهود الحفظ لحيوان المها العربي
لحسن الحظ، لم يكن مصير المها العربي الإنقراض إلى الأبد، وتم إنشاء مجموعة صغيرة من المها العربي في الأسر في الستينيات، و ستشكل هذه المجموعة في النهاية الأساس لإعادة إدخال الأنواع في البرية، وأُجريت أولى عمليات إعادة التقديم الناجحة في عمان والمملكة العربية السعودية في عامي 1980 و 1982 على التوالي، ومنذ ذلك الحين، نما عدد المها العربي بشكل ملحوظ، وفي عام 2011 ، أعلن الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أن هذا النوع يتعافى، ويوجد حاليًا حوالي 1100 مها عربي في البرية، ولضمان بقاء هذه الحيوانات في بيئتها الجديدة، كان إعادة الإدخال مصحوبا بالعديد من جهود الحفظ، وشملت هذه حماية الموائل وإدارتها، وحجم السكان ومراقبة الصحة، وإجراءات مكافحة الصيد الجائر.
أهمية المها العربي في قطر
في عام 2008 ، تم تسمية المها العربي الحيوان الوطني لدولة قطر، ومنذ ذلك الحين أصبح رمزا لفخر البلاد، واعترفت الدولة بنجاح جهود الحفظ التي سمحت للأنواع بإعادة تأسيس نفسها في البرية، بالإضافة إلى قيمة المها العربي الثقافية والجمالية، يعتبر المها العربي حيويا للنظام البيئي للأراضي الجافة في قطر، ويلعب المها العربي دورا أساسيا في الشبكة الغذائية لدولة قطر، حيث يوفر مصدرا لتغذية الحيوانات المفترسة، وتعد الأنواع أيضا من الأنواع الأساسية، مما يعني أن وجودها ضروري لبقاء الأنواع الصحراوية الأخرى، وتم تسليط الضوء على أهمية الحيوان عندما تم اختيار الدولة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وأصبح المها العربي رمزا لالتزام قطر بالحفاظ على البيئة وحمايتها، وتواصل قطر الاستثمار بكثافة في جهود الحفظ لضمان ازدهار الحيوان الوطني في بيئته الطبيعية.
حقائق ممتعة للأطفال عن المها العربي
* المها العربي في حالة تأهب وحذر لديها بصر شديد، ودفاعه هو خفض رأسه لتوجيه قرونه الحادة إلى الأمام.
* يمتلك المها العربي في رأسه نظام دوران غير عادي لتبريد دمائه، وهو مفيد جدا لسكان الصحراء.
* المها العربي قادر على شم رائحة المطر من بعيد، وعندما يحمل الريح رائحة المطر، ستقود أنثى المها العربي رأس قطيعها للبحث عن الحشائش الطازجة التي تسبب هطول الأمطار في إنباتها.
* هذا النوع هو أكثر أنواع المها تكيفا مع الحياة في الظروف الصحراوية القاسية، ويعكس لونه الأبيض حرارة الصحراء وضوء الشمس، وفي صباح الشتاء البارد، تحبس حرارة الجسم في معاطفه السميكة للتدفئة، في الشتاء تصبح أرجله داكنة حتى تتمكن من امتصاص المزيد من حرارة الشمس.
* قد يكون المها العربي مسؤولا عن أسطورة وحيد القرن، وعند النظر إليه جنبا إلى جنب يبدو أن القرنين واحدا.
* المها العربي على الرغم من أنه ليس عدوا سريعا، يمكنه المشي لمسافات طويلة ومن المعروف أنه يسافر حوالي 70 كم في الليل.
* نظرا لأن جلد المها العربي ليس له أي وهج أو انعكاس، فمن الصعب جدا رؤيته حتى من على بعد 100 متر، ويبدو غير مرئي تقريبا.
* المها العربي موطنه الأصلي منطقة شبه الجزيرة العربية، وهو النوع الوحيد من المها الأصلي خارج إفريقيا.
* تم العثور على المها العربي في السهول والصحاري القاحلة، ولكن وجد أيضا أن هذا النوع يسكن سفوح التلال الصخرية والفرشاة الكثيفة.
* في الأسر والظروف الآمنة في البرية، يتمتع المها العربي بعمر يصل إلى 20 عاما.
* المها العربي قطيعي، ويبلغ حجم مجموعته الطبيعية 10 حيوانات أو أقل، ولكن تم مشاهدة ما يصل إلى 100 فرد في قطيع واحد.
* قطعان المها العربي تتبع هطول الأمطار النادرة ليأكل النباتات الجديدة التي تنمو بعد ذلك.
* يتغذى المها العربي على أنواع مختلفة من الأعشاب والشجيرات الموجودة في بيئته الجافة، ويذهب إلى الجداول وحفر المياه للشرب، وعندما لا يتوفر الماء، يمكنه الحصول على الرطوبة من مصادر مثل البطيخ والبصيلات النضرة التي تكفي لفترات طويلة من الزمن.
* يمكن لإناث المها العربي أن تلد عجلا مرة واحدة في السنة خلال أي شهر، وتبلغ فترة الحمل في هذا النوع حوالي 240 يوما، ويفطم الصغير في عمر 4.5 شهر.
* بخلاف البشر، تعتبر الذئاب المفترسة الوحيدة للمها العربي.
* المها العربي هو الحيوان الوطني للأردن وعمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر.
* تم اختيار المها العربي المسمى أوري ليكون التميمة الرسمية للألعاب لدورة الألعاب الآسيوية 2006 في الدوحة، ويظهر على ذيل الطائرات التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط الخطوط الجوية القطرية.
